لماذا تعتقد أن أماكن العمل الداعمة للوالدين هي مستقبل العمل؟
شهدت الفترة الاخيرة ارتفاعا ملحوظا في ازدياد نسبة تفضيل الموظفين بشكل عام لبيئات العمل المرنة/ العمل عن بعد، وذلك حتى قبل تفشي جائحة كوفيد.
فقد أظهرت دراسة أجرتها مجموعة أماكن العمل الدولية في عام 2019 أن 83% من االموظفين حول العالم سيختارون وظيفة توفر لهم خيار العمل المرن على أي وظيفة أخرى.
أما الآن، في حقبة ما بعد كوفيد-19، اكتسبت قيمة الأسرة وزنًا جديدًا بين الآباء العاملين إذ اختبر الآباء متعة قضاء معظم وقتهم مع عائلاتهم، بدلاً من زملائهم في العمل.
في هذه الايام، نرى الآباء يبحثون عن بيئات عمل تسمح لهم بتحقيق توازن صحي بين الحاة العملية والشخصية بالإضافة إلى توفير الوقت للتربية الشاملة والعملية. تحظى المنظمات التي تطبق سياسات عمل مراعية للاهل بفوائد الحصول على فرق عمل عالية الاخلاص والمشاركة مما يزيد من معدل استبقاء الموظفين والرضا الوظيفي، والروح المعنوية العامة.
ومن خلال اتباع الممارسات المراعية للآباء، تضمن المؤسسات إدراج أهمية التنوع والاندماج في ثقافة الشركة، مما يخلق بيئة يمكن فيها لأفراد من خلفيات ومراحل حياة متنوعة أن يزدهروا.
يسعدنا أن نكون جزءًا من هذا التطور في مكان العمل، والذي يخلق بيئة عمل إيجابية وصحية وأكثر استدامة على المدى الطويل.
يرجى مشاركة إحدى المبادرات الفريدة الداعمة للوالدين والتي تفتخر مؤسستك بتبنيها بشكل خاص وكان لها الأثر الأكبر على موظفيك.
باعتبارنا مؤسسة خيرية بيئية تهدف إلى حماية التراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، لا بد لنا من أن نعزز روح الابتكار والاختبار والفضول في بيئة العمل. ولهذه القيم أهمية خاصة في مجال الحفاظ على البيئة. يعكس وجود 38 موظفًا من 18 دولة مختلفة، انفتاحا طبيعيا في فريق العمل، وهي سمة نقدرها ونشجعها إلى ابعد الحدود.
إحدى الطرق التي نتبعها لضمان تحقيق ذلك هي من خلال تمكين موظفينا وعائلاتهم من استكشاف أماكن جديدة للعمل خلال موسم العطلة الصيفية، التي تتزامن مع فترة ذروة الحرارة في الإمارات العربية المتحدة. فطوال شهري يوليو وأغسطس، حيثما تسمح التزامات العمل بذلك، نشجع موظفينا على الابتعاد عن روتينهم اليومي والعمل عن بعد من أي مكان في العالم.
ويمنح ذلك الآباء إمكانية المرونة في السفر مع عائلاتهم. العمل من الخارج مما يعزز أيضا شعور “القدرة على التكيف” و”الابتكار”، وهي قيم أخرى نؤمن بها في جمعية الإمارات للطبيعة. إذ إن التواجد في بيئة جديدة يعرض موظفينا لأساليب حياة جديد تقوم بالتالي بتوسيع آفاقهم لأفكار جديدة.
ما هي بعض المزايا التي حققتها مؤسستك لكونها مكان عمل داعم للوالدين؟
لا بد من الاعتراف بان وجود ممارسات مراعية للآباء يدر على منظمتنا بفوائد جمة. يقدّر موظفونا بشدة المرونة في العمل التي يتمتعون بها في جمعية الإمارات للطبيعة وهذا لا ينطبق فقط على الآباء العاملين، بل على جميع الموظفين. نظرًا لكوننا منظمة تعتمد على جودة الانتاج بدلاً من كونها منظمة تقوم بتسجيل الحضور، فإننا نمنح أالآباء والأمهات العاملين الفرصة ليكونوا جزءًا فعالا من حياة أطفالهم. مما يسهل عليهم حضور الفعاليات المدرسية وأنشطة ما بعد المدرسة، الامر الذي يعزز ثقة الطفل بنفسه ويخلق أشخاصا مرنين. وهي سمات أساسية للقوى العاملة لدينا في المستقبل.
إن رفاهية أطفال موظفينا تتوافق تمامًا مع هدفنا الأكبر، وهو بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة. من الأسهل جدا العمل في بيئة يُعامل فيها الموظفون بقدر كبير من الاحترام والثقة وحيث يُسمح لهم بتجربة أشياء جديدة والفشل بوعي. فقد لاحظنا أنه عندما يتخذ موظفونا قرارًا بالمغادرة بحثًا عن فرص للنمو، سواء كان ذلك ماليًا أو مهنيًا، فهم يصطدمون أحيانًا بصعوبات في التعامل مع بيئات عملهم الجديدة وقد دفع ذلك البعض، عند الامكان، للعودة إلى جمعية الإمارات للطبيعة. يؤكد ذلك على رضا الموظفين عن الثقافة والسياسات التي نتبناها في جمعية الإمارات للطبيعة.
تستفيد الجمعية أيضًا من حيث الإنتاجية إذ أشارت بعض الدراسات المختلفة إلى وجود رابط بين الرضا الوظيفي والدافع الذاتي، وبالتالي أداء العمل