كيف تجعلين طفلك يتعامل مع التغيير بطريقة إيجابية؟
التغيير أمر دائم لا مفر منه.. أساسي في حياة كل إنسان، وهو سنة الطبيعة والكون تماماً مثل تقلب الفصول وتغيرها، ودورة الحياة، وهو أيضاً في أصغر الأشياء وأدقها كخلايا أجسامنا التي تتغير كل يوم، وفي أكبر الأشياء أيضاً كالأرض التي لم تكن في مكان واحد من الفضاء منذ نشأتها، فالكون يتحرك ويتمدد بشكل مستمر!
والعالم اليوم يمر بتغيرات كثيرة، سواءً تقبلنا ذلك أم لا، فنحن نستطيع أن نرى أن نظام حياتنا اليومي القديم قد تغير واختفى بسرعة ليحل محله نظام مختلف وجديد علينا، والذي ربما سيستمر لما بعد أيام الحظر وما بعد كورونا أيضاً. لذا، فإنه لا يوجد وقت أفضل من هذا الوقت لنتعلم مع أطفالنا كيف نفهم التغيير جيداً وكيف نتعامل ونتأقلم معه بسهولة.
في الحقيقة، لا أحد يحب التغيير!
ربما نحب أن نغير المطعم الذي نذهب إليه، أو ترتيب غرفة المعيشة أو ربما الحصول على تسريحة شعر جديدة، لكننا وفي نهاية الأمر، نحب الروتين أكثر! والروتين هو ما نحن مطمئنون له ومتأكدون منه، فهو يجعلنا نشعر بالأمان لأننا نستطيع أن نتوقع نتائجه وكل ما سيحدث لاحقاً.
أما التغيير فهو يخرجنا من كل هذا، فتتولد لدينا مشاعر مختلفة من القلق والتوتر وعدم الارتياح لما سيحدث، وهذا أمر طبيعي، لكنه لن يتلاشى حتى نتمكن عقلياً وعاطفياً من التعامل معه بشكل إيجابي.
ولكي نفعل هذا، علينا أن نفهم المراحل الخمس للتغيير:
1. الخوف والإنكار.
2. الغضب.
3. الحزن والاكتئاب.
4. المساومة.
5. التقبل.
وهذا مشابه لمراحل الحِداد على شخص عزيز، لأن التغيير هو بشكل ما حداد على عادة أو نمط حياة قديم. ولكي يستطيع الإنسان أن يمضي قدماً في حياته عليه أن يمر بهذه المراحل الخمس وهو واعٍ ومتقبل لكل ما يحدث. واعتماداً على طريقته بالتفكير، فإنه يمكنه أن يعبر إما بسرعة وسهولة ويسر وإما ببطء وألم. لكن عليه أن يدرك أنه عندما ينجح في ذلك، فإنه يكون قد نجح أيضاً في اكتساب مهارات جديدة في التأقلم مع كل جديد، وقد ازدادت ثقته بنفسه، فصار جريئاً شجاعاً يملؤه الأمل في مواجهة مآتي الحياة وتحدياتها.
هل لاحظتم أن بعض الأشخاص والأطفال لديهم قدرة على تحمل التغييرات والتعامل معها في حياتهم أكثر من غيرهم؟ فما هو السر وراء ذلك؟ أولئك الذين يعرفون كيف يتعاملون مع التغيير بإبداع وذكاء، يتجاوزوا مراحل التغيير بيسر ليحققوا أشياء عظيمة، والسر يكمن في عقلياتهم وطريقتهم بالتفكير.
فعندما نملك عقلية واعية رشيدة، فإننا نكون قادرين على التعامل مع أي تغيير بطريقة أفضل والاستمرار في حياتنا. والعكس صحيح، عندما نرفض تقبل أي تغيير فإنه تكون لدينا عقلية محدودة ترفض الخروج عن كل ما هو مألوف وعادي بالنسبة لها، فنعلق في مكاننا حتى يصير هذا الحال في آخر الأمر غير مريح ولا يطاق أبداً، فلا نستطيع أن نعيش الواقع الجديد ولا القديم أيضاً!
فربما تتساءلون عن هذه العقلية الواعية؟ وما هي صفات صاحبها؟
يمكننا أن نقول عن شخص ما أنه يمتلك هذه العقلية المنفتحة والمتقبلة إذا كان:
1. يعرف نفسه جيداً، ولديه قيم أساسية وهدف واضح في حياته.
2. مرن وسهل في التعامل.
3. يفكر بطرق خلاقة ومبتكرة ومختلفة.
4. يتقبل التغيير بروح التفاؤل.
لحسن الحظ، فإن هذه مهارات حياة يمكن لأي شخص أن يتعلمها أن أراد ذلك.
أما بالنسبة للأطفال، فإليكم بعض النصائح التي يمكنكم استخدامها لمساعدتهم على التعامل مع التغيير بشكل إيجابي:
- تحدثوا إليهم عن التغيير الذي طرأ وكل المشاعر المنوطة به.
- ساعدوهم على إيجاد بعض الآثار الإيجابية والفوائد الناجمة عن هذا التغيير.
- ساعدوهم على الاستعداد للتغيير.
- احرصوا على خلق بيئة إيجابية في المنزل.
- تحدثوا إليهم عن تجربتكم وما تشعرون به وكونوا قدوة لهم في ذلك.
وتذكروا ما قاله سقراط يوماً: “أن سر التغيير ليس في محاربة القديم وإنما في بناء الجديد”.
المصدر: أمهات360
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى