الحمل بعد عمر 35 سنة

العديد من النساء يتجهن لتأجيل الحمل بعد عمر 35 سنة، يعود ذلك لأسباب عديدة مثل التعليم، المسيرة المهنية أو قد تكون ضغوطات مادية واجتماعية. لحسن الحظ، أن التطور الذي وصلت إليه وسائل المساعدة على الحمل قد زاد من فرص النساء في متوسط الثلاثينات من العمر للخوض في تجربة الحمل والإنجاب بنجاح. ولكن من الجدير بالذكر، أن هناك بعض المضاعفات التي قد تتعرض لها النساء أثناء الحمل بعد عمر 35 سنة أكثر من غيرهم. من هنا، سنقوم بتغطية البعض من هذه المضاعفات والمخاطر حتى نساعد النساء على معرفتها وأخذ الاحتياطات اللازمة للتعامل معها.

 

1.     الصعوبة في الحمل: تقل فرص الحمل لدى النساء كلما تقدمن في العمر. فمثلاً، فرص الحمل شهرياً لدى المرأة التي تبلغ من العمر 22 سنة تكون 20% تقريباً، أما المرأة التي تبلغ أكثر من 35 سنة تكون لديها فرص الحمل شهرياً بما يقارب 8%. من المؤكد، أن هذا الكلام لا يعني أن الحمل مستحيل للنساء اللاتي يبلغن من العمر 35 سنة وما فوق، ولكنه قد يحتاج إلى وقت أطول لحدوثه.

2.     خطر الإجهاض: التعرض إلى الإجهاض يعتبر من المضاعفات الأكثر شيوعاً لدى النساء الأكبر سناً وتحدث عادة في الثلث الأول من الحمل. يعود ذلك في بعض الأحيان إلى وجود مشكلة في جودة أو كفاءة البويضة المنتجة، هذه المشاكل في البويضة قد تؤدي إلى ظهور عيب أو شذوذ كروموسومي لدى الجنين.

3.     العيوب الخلقية للجنين: تعرف العيوب الخلقية على أنها حالات صحية تظهر عند الولادة وتؤثر عادة على شكل أو وظيفة عضو أو أكثر في جسم الجنين. قد تكون، شفة أرنبية وشق في سقف الحلق (Cleft Lip)، عيب في حاجز القلب (Heart Septal Defect) أو ظهور زوائد على جسد الطفل (Extra Digits).

4.     شذوذ أو خلل في الكروموسومات: الخلل الكروموسومي الأكثر شيوعاً الذي قد يحدث أثناء الحمل بعد عمر 35 سنة هو متلازمة داون. يمكن الكشف عن هذا الخلل منذ الأسبوع العاشر للحمل عن طريق القيام في بعض الفحوصات والتحاليل التي يطلبها الطبيب.

5.     تسمم الحمل: تبدأ هذه الحالة بالظهور في الثلث الثاني من الحمل، ترتبط عادة مع ارتفاع ضغط الدم لدى الأم الحامل وارتفاع مستوى البروتين في البول. تسمم الحمل قد يؤدي إلى الإضرار في الكلى، الكبد، وحتى دماغ الأم. ولكن عادة تكون الإصابات في هذه الحالة طفيفة وممكن معالجتها وتخطيها بسهولة.

6.     الولادة المبكرة: تحدث الولادة المبكرة عادة قبل إتمام 37 أسبوع من مدة الحمل. قد تؤدي الولادة المبكرة لحدوث بعض المضاعفات الصحية للجنين وزيادة احتمالية حاجته لدخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (Neonatal Intensive Care Unit).

7.     قلة في وزن الجنين: قد تكون هذه الحالة من المضاعفات التي تحدث للجنين نتيجة للتعرض لإحدى أو بعض مضاعفات الحمل.

8.     ولادة جنين ميت: تتعرض بعض النساء أثناء الحمل بعد عمر 35 إلى مثل هذه الحالة في الثلث الثاني من الحمل.

9.     سكري الحمل: مرض السكري أثناء الحمل يرجع إلى التغيرات الهرمونية التي تحصل خلاله لدى الأمهات، وتزيد فرصة حدوثه عند الحمل في سن متقدمة.

هنالك المزيد من مضاعفات الحمل التي قد تتعرض لها النساء بعد عمر 35 سنة التي قد تحدث نتيجة لوجود بعض الحالات الصحية المزمنة لبعضهن قبل الحمل، مثل السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) أو ارتفاع في مستويات الدهون (Elevated Lipid Profile). لذلك يجب على المرأة التي تبلغ من العمر أكثر من 35 سنة، زيارة طبيب النسائية والتوليد قبل الحمل، حتى يقوم بدوره في القيام في بعض الفحوصات والتحاليل التي ستساعد في معرفة مدى جاهزيتها الجسدية للحمل أو ما هي فرص تعرضها لمضاعفات الحمل. في حالة أن وجد الطبيب أن كل الفحوصات والتحاليل عادت بنتيجة جيدة فإنه سيقوم بوصف جرعة يومية من حمض الفوليك حتى تأخذه المرأة عند البدء في محاول الحمل بطفلها. بالإضافة إلى ذلك، فعلى المرأة مراجعة الطبيب والالتزام بالمواعيد أثناء الحمل ليتم متابعة نمو الجنين والكشف المبكر عن أي مشكلة قد يواجها الجنين أو الأم الحامل. فعلى سبيل المثال، سوف يقوم الطبيب في طلب الفحوصات التي تساعد في الكشف عن خلل الكروموسومات في الثلث الأول من الحمل، وإن عادت هذه الاختبارات في نتائج إيجابية فإنه سيقوم بطلب فحوصات أخرى للتأكد من أن التشخيص صحيح لهذه الحالة. أما بعد ذلك، أي في الشهر السادس من الحمل، يقوم الطبيب في عمل فحوصات أخرى للكشف المبكر عن العيوب الخلقية. كما أن الفحص بالموجات الفوق الصوتية بشكل منتظم، مهم للكشف عن أي شذوذ قد تحدث للجنين. في هذه الزيارات يقوم الطبيب أيضاً في متابعة الحالة الصحية للأم أثناء الحمل لمعرفة ما إذا كانت عرضة للإصابة بسكري الحمل، ارتفاع ضغط الدم أو قصور الغدة الدرقية. في النهاية، يجب أن تعرفي أن الحمل ليس مستحيلاً بعد عمر 35 سنة، وأن معظم التجارب تبوء بالنجاح وبدون أي مضاعفات خطيرة. نصيحتنا لك هي أن تقومي بزيارة طبيبك باستمرار قبل الحمل وخلاله، امتنعي عن التدخين وعن شرب الكحول، اتبعي نظاماً صحياً للأكل مثل حمية الأم الطبيعية، واستمتعي في تجربتك في الحمل والإنجاب.

 

المصدر :أمهات 360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
3 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *