7 طرق للتغيير الحقيقي لعلاقتكم مع شريككم

خالد: “كم مرة قلت لي أننا سنتحدث ولم نفعل؟”
راية: “لكن عن ماذا سنتحدث؟”
خالد: “ماذا؟! سنتحدث عنا عن تجاهلك المستمر لي.” 
راية: “هذا الكلام غير صحيح، نحن بخير ولا يوجد ما يدعونا لمناقشة أي شيء..”
خالد: “برافو.. هذا ما تفعلينه دائماً تهربين من أي نقاش.. دعيني أخبرك إذاً، نحن لسنا بخير وعلاقتنا لم تعد كما كانت”
راية: “أنا لا أرغب بالحديث عن كل هذا، سأذهب إلى السوق أنا بحاجة إلى بعض الملابس.. وداعاً” 

في مقالي السابق ناقشت بإسهاب كيف أن المطارد في العلاقة عادة ما يشعر بضيق أكبر تجاه البعد والمسافة بينه وبين شريكه، ويشعر انه بحاجة دائماً لأن يغير من أنماط معينة في حياته ليقترب من شريكه ويقلل المسافة بينهما. كما أنني حددت أيضاً الطرق التي يجب اتباعها في التعامل مع الشريك المنسحب بدون اللجوء إلى مطاردته بطريقة مزعجة لا تجدي نفعاً معه.

هذا كله كان عن الشريك المطارد، لكن ماذا عن الطرف الآخر.. الطرف المنسحب من العلاقة؟

كما قلت سابقاً، حتى وإن كان الشريك المنسحب غير سعيد بهذه العلاقة، إلا أنه لن يقدم على أي خطوة بتجاه شريكه لتقليل الفجوة بينهما، بل على العكس من ذلك سيفضل إبقاء الأمور على ما هي عليه.

فهو عادةً ما يلجأ لحل جميع خلافاته مع شريكه عن طريق إسكاته وتجنب الخوض في أي نقاش متعلق بعلاقتهما ومشاعرهما وأفكارهما، فيقول مثلاً: “لا أعلم كيف أشعر” أو “لا أريد التكلم بهذا الموضوع” أو ” الأمور جيدة وبخير، لا أدري عن ماذا تتحدثين؟”

لذا يكون للشريك المنسحب عادةً القوة في العلاقة، وهو يبني بأسلوبه وبعده الخوف والقلق والضعف لدى شريكه، لأنه هو وحده من يتحكم ويختار وصل شريكه أو الابتعاد عنه.

أيضاً، المنسحبون من العلاقات يبنون لأنفسهم حدوداً شخصية خاصة، ويكون لديهم دائرة ضيقة من الناس المقربين الذين يشاركونهم مشاعرهم. وهم يحبون الانطواء والبقاء لوحدهم كثيراً، ويتعبهم اللقاء المباشر مع الآخرين وجهاً لوجه بشكل كبير، وهم لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم بشكل جيد.

وهم أيضاً حذرون يتعاملون مع الأمور ببرود وعقلانية وهدوء، ويفضلون فاعلية العلاقة على جودتها، أي أنهم يفضلون العلاقات المحددة بغايات معينة بعيداً عن تلك العلاقات العاطفية والحميمية.

وعلى الرغم من أنهم في الأساس يحتاجون إلى القبول والحب من الطرف الآخر إلا أنهم يفشلون في خوض تجربة علاقة ناجحة تكفيهم هذه الحاجات وتملأ عليهم عالمهم.

يستطيع الشريك المنسحب الحصول على علاقة صحية مع شريكه إذا قام بالآتي:

1.    بناء الثقة، من المفهوم تماماً أن المنسحبين في العلاقات عادة يتراجعون في العلاقة ليحموا أنفسهم من أية خيبات محتملة، لكنهم حين يفعلون ذلك قد يفوتون على أنفسهم فرصة عيش علاقات محبة ومستمرة مع شركائهم.

على المنسحبين أن يعلموا أنفسهم كيف يمنحون الثقة لشركائهم، وكيف يتعاملون معهم بإحسان وتسامح في حال وقع منهم أي خطأ.

2.    تعلم التعامل مع الخيبات، لا يوجد هناك ما هو كامل في هذه الحياة، فالألم هو جزء لا يتجزأ منها، فإذا لم تنجح علاقة ما كما يجب، فلا بأس في ذلك، فهي تجربة كغيرها من التجارب علينا أن نتعلم منها كبشر لنستمر في هذه الحياة.

3.    ضع نفسك في مواجهة شريكك وعبر عن مشاعرك له، جازف ولو قليلاً لتخطو بعض الخطوات نحو شريكك، وتفصح له عن مشاعرك وما يجول في خاطرك، حتى يستطيع شريكك أن يفهمك ويدعمك أكثر. فالمصارحة دائماً ما تعزز العلاقة بين الزوجين وتزيد من الحميمية بينهما.

4.    عبر عن حبك بشكل صريح، عليك أن تقدم تأكيدات لفظية ومعنوية تجعل شريكك يدرك محبتك وتقديرك له، كأن تقوم باحتضانه عند العودة إلى المنزل، أو أن تنظر إلى عينيه كلما خضتما في نقاش ما، أو أن تستمع إليه بانتباه، وتبادر بالسؤال عن مشاعره ومواقفه وأحاسيسه وأفكاره.

إن التعبير بهذه الطريقة سيشعر الطرف الآخر بالأمان والراحة والثقة، فلا يشعر باليأس من العلاقة أو أنه يطارد شريكه ويتطفل عليه كلما أراد أن يخبره أو يناقشه بشيء ما.

5.    خصص وقتاً لعلاقتك بشريكك، امض وقتاً ممتعاً مع شريكك عن طريق القيام بنشاطات يستمتع بها كلاكماً، تناولا عشاءً رومانسياً، اخرجا في إجازة إلى مكان ما سويةً، قوما بنزهة أو اطبخا معاً.

6.    أبقِ على التواصل مفتوحاً مع شريكك، ابدأ بنفسك وبتصرفاتك تجاه شريكك، واعتبر نفسك مسؤولاً عن أخطائك أو عن دورك في هذه العلاقة بدلاً من أن تلوم شريكك بشكل متواصل على كل شيء.

7.    اطلب وقتاً لنفسك قبل الخوض في موضوع ما عن طريق قولك: “أحتاج وقتاً للتفكير بالأمر، لنتحدث عنه مساءً”، إن المنسحب من العلاقة عادةً ما يكون بحاجة إلى الوقت للبقاء بمفرده والتخطيط لما يريد قوله لشريكه، وهو في هذه الحالة مسؤول عن التواصل مع شريكه. 

حيث أن تحديد وقت معين للحديث يلزمه بذلك، فهو هنا من يقوم بمهمة الاقتراب والتواصل مع شريكه المطارد وليس العكس.

فيكف شريكه أيضاً عن طلب الوصل والإلحاح في ذلك، لأنه يعلم أن هناك وقتاً محدداً لذلك، سيلتقي فيه بشريكه للحديث والنقاش. هذا سيحقق التوازن في العلاقة حيث ان كلا الشريكين مسؤول عن حل الخلاقات والتواصل بينهما.

لكل المنسحبين من علاقاتهم، الذين يفهمون تماماً هذا الشكل من العلاقات الذي أتحدث عنه، عندما نتغير وتكسر هذه الأنماط والطبائع التي تعرقل نجاح العلاقة، فإننا نتعامل مع الشريك بحب واحترام وتسامح وتقدير. لا يوجد هناك نمط خاطئ أو صائب، إلا أنه علينا أن نتبادل بعض الأدوار أحياناً للحصول على علاقة ناجحة ومريحة.

نعم، غيروا من أنماط تعاملكم مع شركائكم لتحصلوا على ما تحتاجونه من الحب والحميمية في حياتكم، ولتعطوا علاقاتكم فرصة أفضل لتثبت نجاحها أو فشلها. ابدؤوا بأنفسكم.

ولا تنتظروا من شركائكم أن يحدثوا ذاك التغيير، لأن هذا سينعكس سلبياً عليكم وعلى قدرتكم بإحداث التغيير لأنفسكم.

كونوا أفضل شريك يمكن أن تكونوه ، وضعوا جميع توقعاتكم وعنادكم جانباً، لأنكم عندما تلتزمون بإحداث تغيير في تصرفاتكم وطريقة تعاملكم مع الشريك، فإنكم لا شك سترون التغيير الحقيقي في علاقاتكم نفسها.  

المصدر: أمهات360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
5 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *