لماذا يعتبر الازدراء من أكثر أنماط التواصل المدمرة للزواج؟

 ذكرت في مقالي الأول أربع أنماط للتواصل قد تؤدي إلى الطلاق الانتقاد، الدفاع، الازدراء، الصد والابتعاد. قمت بتوضيح النمط الأول وهو “الانتقاد”. وفي المقال الثاني شرحت النمط الثاني من التواصل وهو “الدفاع” وقدمت بدائل عنه تساعدكم في الحفاظ على علاقتكم الزوجية. أما في هذا المقال فسأقوم بتغطية النمط الثالث وهو “الازدراء”، ما هو وكيفية استبداله بطرق تعبيرية إيجابية، لتتمكنوا من السيطرة على صحة العلاقة الزوجية مع الشريك.

“أنتً أحمق”.

“أنت بدين، غبي، قبيح، جَلِف، مُهمِل”.

“أنتَ متعب؟! أنتً دائم الشكوى! لقد كنتُ مع الأطفال طوال اليوم، اركض منهكة للحفاظ على هذا المنزل وكل ما تفعله عندما تأتي إلى المنزل من العمل هو الجلوس على الأريكة مثل الطفل وتلعب بتلك الألعاب السخيفة على الكمبيوتر. ليس لدي الوقت للتعامل مع طفل آخر – أنتَ مثير للشفقة”.

” أنا أتساءل كيف لشخصٍ مُهمِلٍ مثلك أن يملك وظيفة. تتأخر كل صباحٍ، فلا عجب بأنك تبعثر الأشياء في الحمَّام وتتركه عارماً بالفوضى، تاركاً مسؤولية تنظيفه لشخصٍ آخر بعدك”. 

يحدث الازدراء عندما يتواصل أحد الشريكين في هذه الطريقة مع الشريك الآخر ويهاجم كيانه من خلال عدم الاحترام، والسخرية منه مع التهكُّم، والانتقاد، ومناداته ببعض الألقاب المسيئة، والتقليد باستهزاء، و/ أو لغة الجسد مثل تحريك العينين أو لَي الشفة العلوية. فيكون الهدف من الازدراء هو أن يشعر الشريك بالاحتقار وبأن لا قيمة له.

في بحث الدكتور غوتمان، أظهرت الأبحاث أنَّ الأزواج الذين يرفضون تقبُّل بعضهم البعض هم أكثر عرضة للمعاناة من الأمراض المعدية (نزلات البرد والانفلونزا، وما إلى ذلك) مقارنة بغيرهم، حيث تضعف أجهزة المناعة لديهم! يتغذى الازدراء على الأفكار السلبية تجاه الشريك، فيصبح الشريك متهم وغير جدير بالثقة ويتعامل معه الشريك الآخر بالتعالي وقلة الاحترام. لذلك، يعتبر الازدراء من أكثر أنماط التواصل المدمرة للزواج.

على الأزواج أن يدركوا بأن هذه الأشكال من الإحباطات تقوم بتدمير العلاقة، فينطفئ الشغف، ويختفي الاحترام والحميمية والإعجاب بين الزوجين. لذلك يجب الابتعاد ومعالجة هذا النمط وبأقرب وقت.

ما هي بدائل الازدراء عند التواصل مع الشريك؟

  • الاحترام والتقدير: من خلال العمل المتواصل على بناء ثقافة التقدير والاحترام في العلاقة. في الحقيقة، إن الاحترام المتبادل هو أمرٌ ضروري لاستمرارية الحب والقرب العاطفي في الشراكة الحقيقية. لا يمكن للاحترام أن يكون مجرد شعور دون التعبير عنه أو تعزيزه. حتى لو اختلفت مع شريكك، يمكنك التعبير عن رأيك بطريقة تُظهِر الاحترام له. فمثلاً:

 تعبير ينم عن عدم الاحترام للشريك

عمر: “أنا رجل هذا المنزل يا عبير، وما أقوله يجب أن ينفَّذ”.

عبير: “أجل، صحيح، يا لك من أحمق”.

 تعبير ينم عن احترام الشريك

طارق: “لقد أخذتُ قراراً وأريدك أن تدعميني”.

منى: “لا أعتقد بأنه قرار صائب، لكني أريدك أن تكون سعيداً وسنقوم بعمل ذلك سوياً”.

 

  • الحد من استخدام الجُمَل والتعبيرات والتصرفات التي تدل على ازدراء الشريك.

 

  • استبدال المشاعر بالتقدير: بالاستعانة بالنسبة السحرية 5:1 والتي أطلقها جوتمان في أبحاثه، حيث حدد بأن العلاقة تعتبر صحية ومستقرة طالما أن هنالك خمس مرات من التفاعلات والمشاعر الإيجابية بين الشريكين مقابل مرة واحدة من المشاعر أو الخلافات السلبية.

 

  • الاتصال الواعي: عن الطريق الإفصاح عن الحقيقة المُسَلَّم بها للشريك، والإصغاء إليه بالمقابل بقلبٍ مفتوح.

 

  • مساندة الشريك: من خلال السماح للشريك بأن يعلم ما تعتبره / تعتبرينه منطقياً في حديثه، وأن يشعر بأنك تفهم / ـين مشاعره، وبأن شريكه يستطيع قراءة ما يرنو إليه من دون حاجته إلى التكلم. وهنا يجب التنويه بأن الدعم والمساندة يختلفان عن الموافقة. عندما يدعم الشريك الآخر أو يسانده فإنه يعترف بحق الآخر في رأيه ومعتقده الخاص، وبأنه يُمنح الانتباه الذي يحتاج، فمثلاً:

طارق: “لقد فكرتُ كثيراً بهذا الوضع، وأتوقع منك أن تدعميني”.

منى (تدعمه لكن لا تتفق معه): “أحترم رأيك في هذا الأمر. أنا وأنت لدينا اهتمامات مختلفة، لذلك لا نتفق على الأمر. لكن ذلك لن يغير من كوني أحترمك، يمكنك ملاحظة هذا، أليس كذلك؟”.

  

المصدر: أمهات360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
4 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *