خمسة طرق تعزز علاقتك مع أطفالك بعد الطلاق

كما ذكرت في مقالاتي السابقة، أشجع دوماً كلا الوالدين على تبني أسلوب التعاون في تربية أطفالهم خاصةً بعد الطلاق، وذلك لتوفير بيئة صحية في المنزل كي يتمكن الأطفال من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. لذلك سأقوم بتوضيح جميع العوامل التي يمكن أن تساعد الأهل في تقليل الآثار السلبية للطلاق. من خلال عملي كمستشارة للعلاقات الزوجية لسنواتٍ عديدة، وكجزء من خاصية التربية الفعّالة قمت بتدريب العديد من الأزواج على إدارة التواصل فيما بينهم؛ لأنه من الضروري تأسيس تواصل ناجح ومنفتح حيث يتواصل كلا الوالدين باحترام، ويتم الاعتراف بمشاعر الأطفال وأهميتها ليمكنوا من الحفاظ على التواصل فيما بينهم قدر المستطاع. كما أن الحفاظ على روتين منزلي من خلال وجبات الطعام، أوقات العمل واللعب.. كل هذا يقوي من بنية الاسرة مما يعزز الاستقرار ويدعم التواصل وبالتالي يقوي الروابط بين الأهل وأطفالهم. تُعد نوعية التواصل بين الأهل والطفل عامل وقائي مهم جداً، يتم من خلاله تقدير أثر الطلاق على الطفل على المدى البعيد.

هناك العديد من الطرق التي يستطيع الوالدين من خلالها تعزيز علاقتهم بأطفالهم بعد الطلاق أهمها ممارسة أسلوب التربية الفعالة كما ذكرنا سابقاً. والتي تتمثل في عدد من السلوكيات، نذكر منها الآتي:

  • الالتزام بتخصيص وقت خاص لكل طفل.
  • تعزيز نقاط القوة لدى كل طفل.
  • تشجعيهم على ممارسة السلوكيات الايجابية.
  • تقبل مشاعرهم المتضاربة، وتفهم تلك المشاعر وإعطائهم الفرصة للتعبير عنها. كما يُفضل اعطاءهم المساحة الكافية في حال عدم رغبتهم بالتحدث.

تطبيق مثل هذه الممارسات سيساعد الأطفال وأهاليهم على حد سواء لفهم بعضهم البعض وتقوية الروابط فيما بينهم. من المحبذ أيضاً أن يقوم الأهل بتأسيس عادات عائلية جديدة وروتين منزلي متجدد وحيوي بحيث تكون طريقة أخرى لتعزيز الروابط.

لكن على كلا الوالدين تجنب الدخول في علاقات جديدة بسرعة. نعم، من الطبيعي أن يشعر كلا الطرفين بعد الطلاق برغبتهم في إيجاد شريك جديد ومُحب، لكن الدخول في مثل هذه العلاقات بشكل سريع يمكن أن يكون له نتائج وخيمة على الأطفال، وقد تتفاقم الأمور بشكل أكبر إن كان لدى الشريك الجديد أطفال أيضاً. ومن هنا، قد يشعر الأطفال بخسارة هائلة وبخوف من أن يتم استبدالهم بهذا الشريك الجديد.

من المهم جداً أن يتفهم الأهل مشاعر أطفالهم عن طريق مساعدتهم في التعبير عنها والتعريف بها. ويُمكن ذلك من خلال تخصيص وقت فردي خاص لكل طفل للتفاعل والتحاور معه، والاستماع له بتعاطف واهتمام. كما يجب الانتباه لإشارات قد تصدر من الطفل دون أن يتلفظ بها. وعلى الأهل أن يبصروا مثل هذه الإشارات والانتباه إليها.  أحياناً يحتاج الأطفال وقتاً طويلاً للبوح بمشاعرهم. ولكن في المقابل، كلما كان إيمانهم بحرص الأهل للاستماع إليهم واهتمامهم بذلك وبدون أية أحكام، كلما زادت رغبتهم في الإفصاح عن تلك المشاعر ومشاركتهم إياها. هنالك العديد من التقنيات والأساليب التي يمكن للأهل استخدامها لحماية أطفالهم من أي آثار سلبية وسامة قد يتسبب بها الطلاق. نذكر من بينها:

  • إعادة تكوين العلاقة بين كلا الوالدين إلى علاقة تتسم بالاحترام، وكأنها شراكة عمل تهدف إلى تربية الطفل تربية سليمة.
  • وضع حدود واضحة وقواعد اساسية في التفاعل مع الاطفال تتضمن احترام حق الطفل في توفير علاقة صحية بين الوالدين (عندما يكون من الآمن تحقيق ذلك).
  • تخصيص أيام ومواعيد محددة للالتقاء من أجل مناقشة كافة الامور المتعلقة في الابناء وأمور الطلاق الاخرى. وعدم استخدام الاطفال كمرسال بين الوالدين بخصوص هذه الامور.
  • اتباع خطة معينة في تربية الاطفال. هي عبارة عن خطة لرعاية وحماية الطفل في حالة الاتفاق على الانفصال الزوجي أو الطلاق الكلي. تبعاً للحكم القضائي وفي بعض الحالات قد يتفق الزوجين فيما بينهم على اتباع خطة لتربية ابنائهم والانفصال دون اللجوء إلى المحاكم.

في النهاية، أود أن اختم مقالي بالتأكيد على دور الأهل الكبير. فهم كعجلة القيادة في تجربة الطلاق والتي تقود الأمور إما نحو الإيجابية أو إلى الأكثر ضرر وسلبية. التعاون في تربية الأطفال يحميهم ويفيدهم بشكل كبير في جميع مراحل حياتهم. وفي النهاية يرثوا هذا الأسلوب السليم في التربية وهو ما يشكلهم كآباء في المستقبل.

 

المصدر: أمهات360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
3 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *