الرياضة أثناء فترة الحمل
من الشائع للأسف أن تقوم النساء، ومن دون قصد، بتبني عادات غير صحية، وذلك في اللحظة التي تعلم إحداهن فيها أنها حامل! مثل أن تتوقف مباشرة عن ممارسة الرياضة، ومثل أن تعتقد حقاً أن عليها أن تتناول طعاماً عن اثنين!
أنا شخصياً بقيت أمارس التمارين الرياضية بشكل منتظم خلال حملي، ولكنني كنت أستمع للعديد من التعليقات من الناس الذين نصحنني بالتوقف. إن الناس بشكل عام يؤمنون بأن على المرأة الحامل أن تبقى في المنزل وترتاح…فقط. إن ممارسة الرياضة طوال فترة الحمل ومنذ بدايتها، وبعكس الاعتقاد السائد، لا يزيد من احتمالية الإجهاض أو المشاكل عند الولادة عند النساء الأصحاء.
لذا، إذا سمح لك طبيببك بالاستمرار بنظام الرياضة الخاص بك، أو نصحك بالبدء بممارسة الرياضة وأنت حامل، فبإمكانك عندها التطلع للفوائد التالية، والتي ستؤثر إيجاباً على حياتك وعلى حياة طفلك العزيز:
١- صحة أفضل لطفلك: أظهرت الدراسات مؤخراً أن جميع نواحي النمو والتطور بعد الولادة تكون أفضل لدى أطفال الأمهات اللواتي كن يمارسن الرياضة أثناء الحمل، وذلك بالمقارنة بأطفال الأمهات اللواتي لم يقمن بممارسة الرياضة.
٢- استعادة قوام ما قبل الحمل بشكل أسرع: سيعود جسمك إلى قوام وحالة أفضل منه في فترة ما قبل الحمل. إن جسدك يعمل بجد أثناء الحمل، ومن دون إضافة الرياضة. لذا، عندما تضيفين ممارسة الرياضة إلى المجهود الذي يبذله جسدك، بما في ذلك التنفس وحجم الدم وعمل العضلات، فإن هذا يحسن من صحتك ولياقتك بشكل عام.
٣- رفع القدرة على التحمل وزيادة مستويات الطاقة: إن التمارين الرياضية تزيد من قدرة هيموغلوبين الدم على حمل الأكسجين، وبالتالي فإن المزيد من الأكسجين سيصل إلى أنسجة الجسم مع كل نفس. هذا بدوره يضع ضغطاً أقل على القلب، مما يعزز القدرة التحمل ويزيد من عدد المايتوكندريا في خلايا العضلات (تلك الجزيئات الصغيرة المسؤولة عن إنتاج الطاقة)، وهذا يزيد من إنتاج الطاقة ويزيد من القوة ومن قدرة تحمل العضلات.
٤- تحسين الدورة الدموية مما يقلل من حدوث الانتفاخات: إن التمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم من وإلى إعضاء الجسم، وهذا سيزيد من كفاءة حمل الدم والسوائل من أعضاء الجسم، مما يقلل من تجمع السوائل، ومن حدوث الانتفاخات، ويمنع تكون الدوالي في الأوردة.
تقوم التمارين الرياضية بتحفيز نمو المشيمة، وتزيد من قدرتها على تزويد طفلك بالعناصر الغذائية اللازمة.
٥- تقليل تراكم الدهون وتحديد زيادة الوزن: ستزيد ممارسة الرياضة من الكتلة العضلية في الجسم، كما ستعلّم الجسم كيفية استعمال الدهون كمصدر للطاقة، مما سينشط من عملية الأيض (البناء والهدم)، وهذا بدوره سيحدد من زيادة الوزن.
٦- التعافي السريع بعد الولادة: إن النساء المعتادات على ممارسة الرياضة أثناء الحمل يمِلن للعودة إلى ممارسة الرياضة مرة أخرى بعد مضي أسابيع قليلة على الولادة. وهذا يساعد على التعافي الجسدي والعاطفي بشكل أسرع. كما تم ربط هذا التحسن بأن النساء يقضين وقتاً نوعياً من أجل أنفسهن عند ممارسة الرياضة.
٧- الاحساس بمشاعر إيجابية تجاه نفسك وبشكل عام: إن النساء اللواتي يمارسن الرياضة يتمتعن بصورة إيجابية عن أنفسهن، ومنظور أفضل عن شكلهن الخارجي، وقوة جسدية أكبر بالمقارنة مع نظيراتهن ممن لا يمارسن الرياضة.
٨- فترة مخاض أقل ألماً وتعقيداً: إن النساء اللواتي يمارسن الرياضة بشكل منتظم لديهن قدرة أفضل على التعامل مع ألم المخاض، وذلك لتعودهن على الشعور بآلام العضلات المرتبطة بالممارسة المتوسطة الشدة للرياضة.
٩- التقليل من احتمالية حدوث آلام ومشاكل الظهر: إن النساء الحوامل اللواتي يتمتعن بعضلات قوية في منطقة البطن والظهر، تقل لديهن احتمالية حدوث آلام في أسفل الظهر خلال فترة الحمل.
والآن، وبعد أن تعرفنا على فوائد التمارين الرياضية في فترة الحمل، الرجاء الانتباه إلى ما يلي:
١- من أجل الحصول على أفضل النتائج، على الأم الحامل ممارسة الرياضة من ٣ إلى ٥ مرات في الأسبوع ولمدة لا تقل عن ٢٠ إلى٤٠ دقيقة.
٢- عند قياس شدة التمرين، يجب أن تصل شدته إلى ٥-٨ على مقياس الشدة للحمل. بإمكانك قياس ذلك بنفسك كالآتي: يجب أن يكون بإمكانك الحديث أثناء التمرين، ولكن يجب أن لا يكون بمقدورك الغناء.
٣- ابدئي بالإحماء. إن هذا مهم لرفع معدل ضربات قلبك قليلاً قبل البدء بالتمرين. وانهي بالاسترخاء، لإعادة معدل ضربات القلب لوضعه الطبيعي. إن هذا سيقلل من شعورك بالدوار وسيقوم بحماية عضلاتك في نفس الوقت.
في النهاية، إذا كان لديك أي تردد تجاه ممارسة الرياضة في فترة الحمل، فأنا أؤكد لك أنه مادام لا يوجد هناك أية مضاعفات، وإذا استمعت جيداً إلى جسدك عندما يخبرك أنه عليك التوقف، فإن ممارسة الرياضة قد تكون من أفضل الأمور التي تقومين بها من أجلك ومن أجل طفلك.
المصدر :أمهات 360
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى