أفضل طريقة لإخبار أطفالكم عند حدوث الطلاق
يرغب الكثير من الأهل المطلقين في أن يختفي الطرف الآخر من حياتهم، ولكن في الواقع، أن الزوج السابق لا يصبح “والد سابق”. فعلى الرغم من انتهاء الاتصال بين الزوجين، إلا أنه يبقى قائماً مع أطفالهم. الطلاق ينهي الزواج، ولكن لا ينهي الأسرة، ولا حتى يمكنه ذلك. أطفالك سيبقون أطفالك للأبد، وسيكون تأثير طلاقك عليهم طويل الأمد. الحقيقة هي أن أطفالك بحاجة إلى حب اثنين من الآباء .
فما الذي يحتاجه الأطفال؟ كيف يمكن التعامل مع الطلاق؟
- يحتاجون إلى إذن منكم، أن بإمكانهم حب كلا الوالدين.
- يحتاجون منكم أن تخبروهم بما يحدث بصبر وأمانة، وبطريقة مناسبة لسنهم ومستوى تطورهم.
- يجب أن تعطوهم المجال لطرح الأسئلة والتحدث عن همومهم ومخاوفهم ومشاعرهم. يجب أن يعرفوا أن والديهم سوف يستمعان لهم بكل حواسهما.
- يجب أن يعرفوا إلى أين يمكنهم الذهاب إذا أرادوا التحدث عن الموضوع مع شخص آخر غير أحد الوالدين.
- يحتاجون إلى الاستقرار والحفاظ على روتينهم.
- يحتاجون إلى العناق والدعم والحب.
“سوف نحصل على الطلاق” إن الإعصار العاطفي الذي يضرب حياة الأطفال أثناء وبعد الطلاق يمكن أن يكون مدمراً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون بهذه الطريقة. سوف يتذكر أطفالكم إلى الأبد كيف ومتى وماذا قلتم لهم عن نهاية زواجكم. من الصحيح أن إخبار أطفالكم أمر صعب، لذلك من المهم أن تقوموا بذلك بطريقة مخططة ومدروسة. فكيف تخبرون أطفالكم عن الطلاق؟
- يجب أن يكون كلا الوالدين موجودين: حتى لو كانت نهاية زواجكم غير سارة وصعبة، عليكم وضع ذلك جانباً والتحدث معاً مع أطفالكم. من المهم بالمناسبة أن تُظهروا الهدوء والثقة خلال هذه المحادثة. من المهم جداً أن يعرف الأطفال أنه يمكن الوثوق بوالديهم والاعتماد عليهم، حتى في الأوقات الصعبة. بالإضافة إلى أنه من الضروري السيطرة على البيئة المحيطة أثناء المحادثة عن طريق إزالة أي مصادر للإلهاء مثل الهاتف المحمول أو التلفاز.
أما إذا كان عليك أن تخبر الأطفال عن الطلاق بنفسك:
- تجنب لوم الطرف الآخر.
- قم بالتأكيد لأطفالك أنهم سوف يستمرون في رؤية كل واحد منكم.
- أخبرهم بأنك تعرف أنهم يحبون كلاكما وأن هذا أمر مقبول.
- وضح لهم أنهم يستطيعون طرح الأسئلة لك ولوالدهم الآخر.
- أخبرهم بأن القرار كان متبادلاً: ” أنا وأمك/أبوك اتفقنا على أننا لا نستطيع العيش معاً”
- تحدثوا مع جميع أطفالكم في نفس الوقت:
مع مرور الوقت سوف تحتاجون إلى إجراء محادثات منفصلة مع كل طفل، ولكن من المهم أن تكونوا معاً عند سماعهم للخبر لأول مرة. تجنبوا إخبار أطفالكم بشكل فردي حتى لا تصلهم رسالة بأن الطلاق أمر سري وأنه لا يمكن مناقشته مباشرة معكم، كما أن الأطفال الآخرين قد يشعرون أنهم خارج الدائرة مما يزيد من قلقهم بشأن ما يحدث.
- كونوا صادقين وشاركوهم بمعلومات مناسبة:
اشرحوا لهم أنكم تطلقتم وأنكم ستعيشون في منزلين منفصلين. عبروا عن أسفكم أن زواجكم لم ينجح وأنكم قد حاولتم بجد أن تعملوا على إنجاحه، وأنكم تبذلون قصارى جهدكم لمصلحتهم هم. ومن الأفضل، أن تتجنبوا مشاركتهم بأي أمور للبالغين، وعبروا عن حزنكم كأم وأب لانتهاء هذه العلاقة.
- أخبروا أطفالكم أن الطلاق ليس خطأهم:
من المرجح أن أطفالكم سوف يعتقدون أنهم فعلوا شيئا ما تسبب في الطلاق. ومن الطبيعي أن يلوم الأطفال أنفسهم على طلاق والديهم. لذلك، كرروا بالقول أن الانفصال لم يكم بسببهم وليس خطأهم، من المهم، أن يسمع الأطفال هذه الرسالة مراراً وتكراراً.
- أكدوا لهم أنكم لا زلتم تحبونهم: كثيراً ما يخشى الأطفال، أنه بما أن والديهم توقفا عن حب بعضهم البعض، فقد يتوقفون عن حبهم أيضاً. أخبروهم أنه على الرغم من أن البالغين يتوقفون أحياناً عن حب بعضهم البعض أو التوقف عن العيش سوياً، فإنهم لا يتوقفون أبداً عن حب أطفالهم، ولن ينسوا مدى سعادتهم عندما جاؤوا أطفالهم إلى حياتهم. وحتى إذا كان الوالد الآخر غائباً في الوقت الراهن، دعوهم يعرفون أنه لا زال يحبهم أيضاً.
- تحدثوا عن خطط المعيشة:
يجب أن تخبروا أطفالكم أنكم تعملون على وضع خطة محكمة تبحثون فيها تفاصيل حياتهم اليومية مثل أين سيعيشون وكيف سيكون جدولهم مع كل واحد منكم. وأكدوا لهم أنكم سوف تستمعون لرغباتهم ومشاعرهم تجاه ترتيبات المعيشة الجديدة. من المهم هنا، ألا نطلب منهم أن يختاروا مكان عيشهم أو كم يفضلون من الوقت لتمضيته مع كل واحد منكم. فمن الضروري أن توضحوا لهم أنكم الأشخاص البالغين والمسؤولين عن مثل هذه القرارات.
من الجدير بالذكر أيضاً، أن الأطفال عادة ما يقلقون حول غرف النوم والحيوانات الأليفة، الألعاب، الأصدقاء، والأجداد. لذلك، عليكم طمأنتهم بأنكم سوف تبذلون قصارى جهدكم على عدم القيام بتغييرات كبيرة على حياتهم، وأنكم لن تفصلوهم عن بعضهم البعض، وإذا شعرتم أن فصلهم ضروري، عليكم استشارة أخصائي تربية أطفال.
- اسألوا أطفالكم عما يريدون معرفته:
من الأمور المهمة أيضاً، أن تشجعوا أطفالكم على طرح أسألتهم أثناء محادثتكم معهم وحتى في الأيام القادمة. فالكثير من الأطفال، وخاصة الصغر منهم، لا يفهمون معنى الطلاق بشكل تام، فتساورهم بعض المخاوف ويشكلون مفاهيم خاطئة عنه. لذلك، قد يعتقد الأهل أنهم يعرفون كيفية شعور أطفالهم وبما يفكرون حتى يجدوا في وقت لاحق أن لديهم مخاوف وأفكار مختلفة تماماً.
- لا تلعبوا لعبة اللوم:
في الحقيقة، إجراء المحادثة عن الطلاق مع أطفالكم سيكون صعباً، خاصة إذا استمر أطفالكم بسؤالكم عن سبب حصولكم على الطلاق. من المهم ألا تشعروهم أن أحداً منكم يلوم الطرف الآخر؛ لأنه عند لوم أحدكما سيشعر أطفالكم أنهم الملامين على ما حصل. يجب أن تتذكروا أن الأطفال الذين يشهدون عداء والديهم أو ملاحظة شعور أحدهما بخيانة الآخر قد يسبب لهم مشاكل طويلة الأمد.
- استمعوا وراقبوا:
قد يشعر الأطفال في اضطرابات عاطفية كبيرة أثناء عملية الطلاق. فالبعض منهم قد يظهر على أنه غير مبال لما يحدث، إلا أنهم في الواقع، يكبتون ما في داخلهم لحماية أنفسهم. فلذلك هذا لا يعني أن ليس لديهم مشاعر قوية أو غير متأثرين بالموضوع. لذلك من المهم للغاية، أن توصلوا لهم رسائل بأنكم مستعدين للتحدث معهم متى أرادوا ذلك، عن طريق ما تشير إليه كلماتكم، نبرات أصواتكم، تعابير وجوهكم، ولغة أجسادكم. فبعض الأطفال يحتاجون إلى وقت للتحدث بشكل متكرر، والبعض الآخر نادراً ما يحتاجونه.
الطلاق تجربة مؤلمة للجميع، ولكن يمكن أيضاً أن يكون بداية لحياة أكثر إثراءً وسعادة. فمن المهم هنا، أن تكونوا نموذجاً لأطفالكم في كيفية تعاملكم مع التغيير وكيف أنه جزء طبيعي من مسيرة الحياة، كما أن الأطفال يحتاجون لأن يلاحظوا أن تعملون على تخطي هذه التجربة وأن لديهم الكثير من الأشياء الجميلة للتطلع إليها وأن حياتكم سوف تصبح أفضل مع مرور الوقت. فعلى الأغلب، أن أطفالكم سيلعبون أكثر ويقلقون أقل إذا رأوا أنكم أشخاص مستعدين على تقبل هذا التغيير والمضي في هذه المغامرة.
المصدر: أمهات360
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى