وضع الحدود لأطفالي ساعدهم أكثر مما كنت أتخيل!

 إن وضع بعض الحدود الملزمة لأطفالنا عادةً ما يبني الثقة ويعزز التعاون بيننا وبينهم، وعلى النقيض من ذلك، فإن منح الطفل بيئة متساهلة، يستطيع فيها القيام بكل ما يحلو له دون أي ضوابط يعزز لديه مشاعر التمرد لمجرد أنه يشعر بعجز والديه عن وضع تلك الحدود والإرشادات الواضحة التي تنظم حياته وتجعله يشعر بالأمان، وبأن والديه يراقبان ويقومان له أفعاله.

وعند معرفتنا كآباء وأمهات بهذه الحقائق، فإن واجبنا تجاه أبنائنا يحتم علينا البدء بوضع الحدود واتباع الأنظمة التي تسهل حياتهم، لنوفر لهم بيئة سليمة وآمنة يعيشون فيها، ونكون ملاذهم الذي يلجؤون إليه دائماً.

ففي النهاية، نحن من نتحمل مسؤولية إعداد أبنائنا ومساعدتهم لمواجهة العالم الخارجي والانخراط فيه، وخوض غمار الحياة بنجاح!

نعم، الأمر كله يعود إلى وضعنا لتلك الحدود الحازمة منذ البداية، لأنها وحدها من ستزود أطفالنا بمهارات حياتية تساعدهم لاحقاً في حياتهم العملية.

فكل شيء يبدأ من المنزل، وكلما سارعنا في تطبيق قيود منطقية وآمنة مع أطفالنا، كلما شعر الأطفال بالأمان والراحة! وبهذه الطريقة نقلل من حجم المشاكل السلوكية التي قد يختبرها أطفالنا في حياتهم بشكل كبير.

في البيت، نحن نركز على أربعة قواعد منزلية رئيسية:

1.    قواعد السلامة العامة: وتشمل السلامة الجسدية والعاطفية، فنحن كأهل نسعى دائماً لتهيئة بيئة سليمة وآمنة للطفل منذ لحظة ولادته، فمثلاً: يجلس الطفل في مقعد السيارة المناسب والخاص به عند مغادرتنا للمنزل وقيادة السيارة، ولا نسمح له بالوقوف على الطاولات أو الكراسي.
 

2.    الأخلاق: إن رعاية قلب الطفل أمر مهم تماماً مثل رعاية عقله، خاصة مع كل الأحداث غير الأخلاقية التي تحدث في عالمنا بشكلٍ يومي! ولتحقيق هذا الهدف نحتاج إلى أن نكون قدوة له وأن نناقش بصدق معتقداتنا الأخلاقية كعائلة. فمن الضروري أن يتعلم الطفل الاعتذار عند الخطأ، وأن يقول الحقيقة عند السؤال.
 

3.    العادات الصحية: إن الاتفاق مع الطفل حول اتباع بعض العادات الصحية يوفر على الأهل وعليه الكثير من المشاجرات. بمرور الوقت، سيتعلم الطفل وضع ثيابه المتسخة في سلة الغسيل وتنظيف أسنانه واستهلاك كميات كافية من الفواكه والخضروات.

في منزلي على سبيل المثال، نتناول طبقًا من الفاكهة الصحية في فترة بعد الظهر كل يوم!

4.    المهارات الاجتماعية: تعلم المهارات الاجتماعية تمنح الطفل العيش بانسجام مع المجتمع. إن مشاركة طفلك للألعاب بعد انتهائه من اللعب بها، والتناوب على ذلك، ليست سوى مهارات مبكرة يكتسبها الطفل، من شأنها أن تساعده في الانخراط بشكل جميل في المجتمع. ونحن من واجبنا توجيه الطفل بكلمات لطيفة عند تطبيق هذه القواعد بدلاً من السماح له باختطاف الأشياء من أيدي الأطفال الآخرين.

ولكي نحافظ على هذه القواعد في المنزل، من المهم أيضاً مراعاة بعض النقاط الأساسية:

·      كلما كانت هذه القواعد موجزة ومحددة، كلما كان التزام الطفل بها أكبر. ففي النهاية، هذه القواعد ستتحول إلى مهام وعادات يومية، وعندما يحدث ذلك، سيكون الوقت مناسبًا لإنشاء مجموعة من القواعد الجديدة. بالطبع، من المحتمل أن يتجاوب بعض الأطفال بشكل أفضل معها، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مزيد من التحفيز والصبر لقبول تعليمات معينة!

لهذا السبب، من الضروري دائمًا إجراء محادثات مفتوحة مع الطفل والبحث عن الأسباب الكامنة وراء سوء تصرفه. كما وأن كتابة هذه القواعد وتعليقها بحيث يمكن للجميع رؤيتها يعد تذكيراً ملموساً ومستمراً بحد ذاته.

·      مع تقدم الطفل في السن، من الأفضل دائمًا مناقشة القواعد وعواقب تركها معاً. هذا سيجعل الطفل يشعر بمسؤولية أكبر تجاه تصرفاته والمساواة في العلاقة.

·      التركيز دائماً على تصرفات الطفل الإيجابية وإظهار التقدير لما فعله، هذا لا شك سيعزز ثقة الطفل وبوالديه.

·      إطلاق المسميات السلبية على الطفل مثل: أنت طفل مشاغب أو سيء أو عنيد، يحبطه ويكسر نظرته لنفسه ويحد من تطوره النفسي والداخلي.

كأم، سأفعل كل ما يتطلبه الأمر لأجعل طفلتي تثق بي وتعرف أنني أحبها بغض النظر عن التصرفات المؤذية التي قامت بها. أود دائماً أن أركز على تصحيح السلوك السيئ وليس الطفل نفسه.

في الختام، عليك أن تعلمي أنه بمجرد أن يتقيد طفلك بهذه الحدود ويطبقها بشكل إيجابي، فإنه سيكبر ليصبح شخصاً سعيداً وصحياً يعرف كيف يواجه مشاكل حياته بحكمة وتوازن.. شخصاً مسؤولاً يحترم القوانين والصلاحيات والمبادئ الأخلاقية الأساسية في الحياة.

فكما قيل من قبل: “الانضباط هو أسمى شكل من أشكال الحب!”

المصدر: www.360moms.net/ar

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
5 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *