هذا ما عاهدت نفسي على فعله لأكون أماً واعية
عندما علمت بأنني حامل بطفلي الأول منذ حوالي العامين، قطعت عهداً على نفسي بأنني سأربي طفلاً واعياً. وهذا يعني بأنني يجب أن أكون أماً واعيةً في المقام الأول.
ماذا يعني أن تكوني أماً أو أباً واعياً؟ وفقاً للدكتورة شيفالي تساباري – المؤلفة والطبيبة النفسية المقيمة في نيويورك – ذلك يعني أن نتواصل مع أطفالنا ونراقبهم بهدوءٍ، بحيث نكون مدركين تماماً للموقف أو السلوك الذي نشاهده. وهذا يعني أيضاً أننا قادرون على التمييز بين التعامل مع أطفالنا بطريقة فوقية مليئة بالغرور وبين التعامل معهم بتواضع وهدوء وحب وبما يعكس حقيقتنا وما نحن عليه حقاً!
ولن ننسى طبعاً ذلك الحذاء الطائر الذي كبر معظم الأطفال وهم يحاولون تجنبه والهرب منه، عدا عن تلك الكلمات “اللطيفة” التي كنا نسمعها عند الوقوع في مشكلة!!
من هنا أصبحت لديَّ أفكاري الخاصة فيما يتعلق بمعنى أن أكون أماً واعيةً، وهي تتجاوز مجرد التعامل مع أطفالي بهدوء. فبالنسبة لي إنها تعني أن أفكر بأثر كلماتي وأفعالي على أطفالي. كيف سأعلمهم حسن التصرف والسلوك بينما أقوم بالصراخ ورمي الأشياء من حولي عندما يقومون برد فعلٍ متهورٍ وعنيف، وهم على الأغلب لا يعرفون طريقة أخرى للتصرف!
ففي كثير من الأحيان تراهم يتخطون حدودهم محاولين لفت الانتباه أو الاستكشاف فقط. فعندما يقوم طفلي بفعل شيءٍ لا أريده أن يفعله، أقوم بالتواصل معه بأن يتوقف عن ذلك وإذا استمر أحاول صرف انتباهه الى شيءٍ آخر كلعبته المفضلة.
أن تكوني أماً واعيةً يعني أيضاً التفكير بتصرفاتك تجاه الأشياء التي تعجبك أو لا تعجبك، ففي نهاية الأمر أطفالنا يقومون ببناء سلوكهم حسب ما يرونه. على سبيل المثال، أنا أكره الصراصير جداً (ولا أعرف أحداً يحبها) ويكون رد فعلي درامياً عندما أرى واحداً منها. وأنا لا أريد لطفلي أن يكون لديه نفس المخاوف منها، لذا أبذل قصارى جهدي لأذهب بعيداً وأخبر زوجي بهدوء ليتعامل معها. وإذا كان لا بد لي من مواجهة الصراصير بنفسي، فليكن ذلك، أتمالك أعصابي ثم أمسك البيف باف بيدٍ والحذاء بالأخرى.
ومن المهم أيضاً لي ولزوجي أن نعلم طفلنا التعاطف مع كل ما هو حي (بالتأكيد سنصل إلى الصراصير لاحقاً). علمت طفلي كيفية الاقتراب من الحيوانات ببطء، وذلك بمد ذراعه لها أولاً لتستطيع الاقتراب والشم بدلاً من إمساكها مباشرةً، والفكرة هنا أن الحيوانات ليست ملكنا ولها الخيار إن كانت تود الاقتراب منا أم لا وعلينا معاملتها باحترام. نفس الأمر ينطبق على النباتات، فقد انتقلنا من شد أوراقها وضربها إلى لمسها بلطف واشتمام رائحتها والقيام بمهمةِ ريها.
وهذا يعني أيضاً التفكير بكيفية التواصل والتعامل مع الناس بطريقة تعكس احتراماً لهم، بغض النظر عن بلدانهم ودينهم وجنسهم وشكلهم ووظيفتهم. من المدهش كيف أن الأطفال يطبقون ما يرونه من سلوكيات، فإذا رأوك تقومين بالتعامل مع الناس بطريقة معينة فسيقومون هم بالمثل على الأغلب.
ولكي أتمكن من تنفيذ جميع أفكاري بطريقة أسهل، قمت بجمعها في قائمة من الأولويات، اتفقت عليها وكتبتها أنا وزوجي، وأنا أعتبرها كطريقتي الدائمة في التعامل مع الأمور وهي قابلة للتطور دائماً، فأنا أثقف نفسي باستمرار حول كيفية التعامل مع طفلي الصغير وفهم شخصيته المتغيرة بشكل أفضل.
إليكم ما عاهدت نفسي على فعله واعتماده من أجل تربية أطفالي تلك التربية الواعية التي أريد:
1. لن أصرخ أو أبالغ في رد فعلي عندما يبكي طفلي أو تنتابه نوبة غضب، سأكرر له بهدوء أني أتفهم أسباب انزعاجه ولماذا لا يستطيع الحصول على ما يريد، ومن ثم أعانقه وأعبر له عن حبي له وتفهمي لمشاعره. كأن أقول له مثلاً أنا أعلم أنك متعب أو أنا أعلم أنك تريد اللعب بالهاتف أو أنك تريد الخروج وما إلى ذلك. بالطبع لم أكن متأكدة أنه يفهم كلامي تماماً، لكن هذه الطريقة كانت نافعة.
2. سأجعل أطفالي دائماً يشعرون أننا نحبهم بدون شروط، هذا أمر مهم جداً وهو ما نفعله كأمهات وآباء بالطبيعة! فنحن نحب أطفالنا كما أحبنا آباؤنا من قبل، لكننا لا ندرك أبداً كيف أن اللغة التي نستخدمها للحديث مع الأطفال من الممكن أن تجعل هذا الحب غير المشروط مشروطاً للغاية!
إن أطفالنا يحتاجون إلى الحرية ليكونوا ما يريدونه بدون أي أحكام أو ابتزاز عاطفي من قبلنا، إن واجبنا أن نرشدهم للطريقة التي تساعدهم في اتخاذ قرارات واعية ومنطقية في حياتهم، وأن نتفهمهم ونتواصل معهم منذ البداية بطريقة تبني شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم.
3. سأعلم أطفالي أننا لسنا أفضل من الآخرين بسبب جنسيتنا أو لون بشرتنا أو جنسنا، فجميعنا أتينا إلى هذا العالم بنفس الطريقة إما بولادة طبيعية أو قيصرية، ربما تكون الفرص وخبرات الحياة مختلفة، فالبعض غني وذكي وأكثر نجاحاً، لكن هذا لا يجعله أفضل من الآخرين. إن ما يميزنا حقاً هو مدى أهمية ما نفعله والطريقة التي نساعد فبها الآخرين من حولنا وكيف نعاملهم ونعامل الحيوانات والبيئة من حولنا.
4. سأستخدم كلماتي بحذر وحكمة، فالكلمات شيء مقدس ولا يجوز الاستهانة بآثارها، لذلك أحتاج إلى التفكير فيما أريد أن أقوله، ولماذا أريد أن أقوله، وكيف سأقوله، وما الأثر الذي سيتركه. (سيبدو الأمر صعباً في البداية لكن مع التدريب سيكون أسهل ولن يأخذ إلا بضع ثوان). كل ما نفعله ونقوله له عواقب، لذلك من المهم أن نكون واعين لذلك.
5. لن أسلم بالأمور كما هي فيما يتعلق بتربيتي لأطفالي، سأسأل وأسأل وأبحث عن المعلومة الصحيحة حتى أصل إلى إجابة واعية تقنعني.
أشعر أن وجود هذه القائمة ساعد بالفعل في تشكيل الطريقة التي أتعامل بها مع ابني. في حين أنها ليست سوى نقطة انطلاق، فأنا واثق من أنها ستنمو وتتطور مع استمراري في هذه الرحلة المدهشة المتمثلة بالأمومة.
المصدر: www.360moms.net/ar
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى