فاطمة بنت مبارك: الإمارات نموذج فريد للوحدة والتضامن والتطور
أبوظبي في الأول من ديسمبر / وام / أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية أن ما نشهده الآن من إنجازات في كافة المجالات هي ثمار نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما اتسم به من فكر حكيم ورؤية بعيدة المدى وعزيمة لا تلين.. معربة عن فخرها وهي ترى اتحاد دولة الإمارات يقف شامخا ليقدم نموذجا فريدا للوحدة والتضامن والتطور يوما بعد يوم ، وقادة دولة الإمارات يتمسكون بنهج زايد ويواصلون مسيرة التقدم والرقي.
كما أعربت عن اعتزازها بما تبذله قيادة الدولة من جهود كبيرة، وما حققته من منجزات وضعت الإمارات في مكانة متميزة عالميا، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات ، الذين ساروا على النهج، وواصلوا مسيرة الإنجازات والعطاء، حتى بات وطننا الحبيب في عامه الخمسين في مكانة متقدمة بين دول العالم في مختلف المجالات.
وهنأت سموها أبناء دولة الإمارات وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة الكريمة بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين .. قائلة : ” نحن جميعا شركاء فيما تحقق وما سيتحقق بإذن الله”.
واستعادت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين – جوانب من مسيرة العمل والعطاء إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وبدايات العمل النسائي في الدولة، وأبرز التحديات التي واجهتها المرأة الإماراتية في تلك الفترة .. معربة عن اعتزازها بحضور المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، ودورها اللافت ضمن الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة “كوفيد-19”.
وعن المسيرة الطويلة التي خاضتها إلى جانب الوالد المؤسس الشيخ زايد ..
قالت سموها : ” ونحن نودع العام الخمسين من عمر دولتنا ونستقبل الخمسين المقبلة، أجد نفسي أعود للبدايات بكل ما فيها من بساطة ونقاء وأيضا صعوبات، وأتأمل كيف استطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – أن يحول حلمه الذي خطه يوما ما بعصاه على رمال الصحراء إلى حقيقة، وتحولت الصحراء المترامية إلى مدن حديثة تجتذب الناس من جميع أنحاء العالم، ووطن يمثل نموذجا فريدا يجمع بين ما يزيد عن مائتي جنسية على قيم التسامح والتعايش واحترام الآخر وللأجيال الجديدة ، أؤكد أن ما يشاهدونه الآن من إنجازات في كافة المجالات هي ثمار نهج المغفور له الشيخ زايد وما اتسم به من فكر حكيم ورؤية بعيدة المدى وعزيمة لا تلين، فقد عاصرت معه مراحل تأسيس الدولة والصعاب التي واجهته، والتحديات العديدة التي استطاع تجاوزها بعزيمته وإصراره وتفانيه في العمل، وقبل ذلك بحبه العميق لهذه الأرض ولشعبها”.
وأضافت : ” خلال تلك المسيرة كان يخرج من الصباح الباكر يطوف في أنحاء الدولة الوليدة، ليتابع بنفسه سير العمل في المشاريع الكثيرة التي أطلقها في كل مكان ليسابق الزمن من أجل تطوير الحياة وتوفير كافة الخدمات الأساسية للسكان وإسعادهم، بل وكثيرا ما كان يشارك بنفسه في التنفيذ حتى يحفز العمال على العمل بجهد ويشعرهم بأن هذه المشاريع هي ملك لنا جميعا وأن فائدتها ستعود على كل فرد في المجتمع، وخلال تلك الفترة كان هناك شعورا عاما بالحماس والسعادة بما يتحقق من إنجازات الكل شريك فيها، وكنا نشعر أن الدولة مثل خلية نحل لا يهدأ فيها العمل ليلا أو نهارا، ولا ينتهي مشروع حتى يبدأ آخر، مثل بناء المدارس والمستشفيات والبيوت والحدائق وغيرها من المشاريع التي شكلت نواة للدولة وما نشهده حاليا من مشاريع عالمية عملاقة”.
وأشارت سموها إلى دور المرأة الإماراتية في بناء الوطن وتحقيق الإنجازات في خضم هذه الأجواء الحماسية التي واكبت بناء الدولة .. مؤكدة أنه على مر العصور لم تكن المرأة في الإمارات بعيدة عن المسؤولية، فحتى قبل قيام الدولة وفي فترة ما قبل ظهور النفط، كانت شريكة للرجل في العمل سواء في الزراعة أو الرعي إلى جانب تحملها مسؤولية تربية الأطفال ورعاية شؤون الأسرة، وفي البيئة الساحلية اعتاد الرجال الخروج للصيد لفترة طويلة، وكانت المرأة هي التي تدير شؤون الحياة في المجتمع حتى عودتهم من الصيد.
وقالت مع بداية الاتحاد وقيام الدولة، كان الشيخ زايد ، يؤمن إيمانا عميقا بأن التعليم هو حجر الأساس لأي بناء وتنمية، ولذلك أولى اهتماما كبيرا لبناء المدارس في مختلف مناطق الدولة، وكان يحرص على زيارة المناطق النائية والاجتماع بسكانها وحثهم على إرسال أولادهم وبناتهم إلى المدارس، كما قام بتخصيص راتب لكل طالب إضافة إلى توفير أدوات القرطاسية لهم، تشجيعا للأسر على تعليم أبنائها وبناتها.
وأكد حرص الشيخ زايد على دعم المرأة وحثها على المشاركة في خدمة المجتمع و لذلك شجع سموها منذ البداية على المشاركة في تطوير المجتمع، حيث كان مجلس سموها في قصر البحر، والذي اعتادت فيه على استقبال سيدات من مجتمع الإمارات يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع، لفتح باب الحوار معهن ومعرفة ما تحتاجه المرأة في الدولة وما يواجهها من صعوبات ومعوقات لتطور من نفسها ومن مجتمعها.
وأضافت سموها : ” أنها كانت تتولى بدورها عرض هذه القضايا والأفكار على الشيخ زايد، ومع اتساع مدينة أبوظبي وزيادة عدد سكانها، جاءت فكرة إنشاء أول جمعية نسائية في الدولة، ورحب الشيخ زايد بهذه الفكرة وسرعان ما تم افتتاح جمعية “النهضة الظبيانية” في فبراير عام 1973، وكان يشرف على عملها بنفسه ويقوم بافتتاح الأنشطة والمعارض التي تقام بها، تشجيعا للمرأة ولحث الأسر على السماح للفتيات والنساء على التردد على الجمعية والاستفادة من الخدمات التي تقدمها. وبفضل دعمه رحمه الله، وتشجيعه المستمر لي، كنت أول زوجة لرئيس في منطقة الخليج تخرج للمشاركة في العمل النسائي ببلدها، وتقوم بزيارات رسمية خارج الدولة “.
وتابعت : ” بالطبع لم تكن البداية سهلة في مجال العمل النسائي كما يعتقد البعض، فقد بدأنا من الصفر، وكانت هناك الكثير من العقبات التي واجهتنا نظرا لظروف البيئة الاجتماعية التي كانت سائدة حينها، ولذلك كان علينا التعامل معها بحذر وحكمة حتى لا نصطدم بتقاليد المجتمع وعاداته، وهو النهج الذي وضعه الشيخ زايد والذي مازلنا نتمسك به ونسير عليه. وقد يستغرب البعض عندما يعلم أننا بدأنا العمل النسائي بأربع سيدات فقط حيث لم يكن هناك أي نوع من الحراك النسائي في ذلك الوقت، وبكثير من الصبر والإصرار استطعنا أن نستقطب عددا كبيرا من الفتيات والسيدات للمشاركة في الأنشطة التي نقدمها عبر الجمعية، وحرصا على نشر التعليم واتاحته للمرأة دون التقيد بفئة عمرية محددة، قمنا بافتتاح فصول محو الأمية للكبار، والتي كان لها أثر كبير في الحد من الأمية بين السيدات. ومع الوقت تم إنشاء جمعيات مماثلة في جميع أنحاء الدولة، وتتويج هذه الجهود بقيام الاتحاد النسائي العام في 28 أغسطس 1975 الذي شكل نقطة تحول أساسية في مسيرة تقدم المرأة، ولذلك تم اختيار يوم 28 من أغسطس من كل عام ليكون “يوم المرأة الإماراتية”.
وقالت : ” إنها الآن عندما تتأمل ما حققته المرأة الإماراتية من منجزات وطنية، وبصمات واضحة في مختلف المجالات داخل وخارج الدولة؛ تشعر بالفخر والاعتزاز بكل ابنة من بنات هذا الوطن من كافة الأجيال، وخاصة من رائدات العمل النسائي في الدولة، اللاتي بذلن الكثير من الجهد والصبر، وتمسكن بالإصرار والأمل لتجاوز كافة صعوبات البدايات لتصل اليوم إلى ما نحن فيه، كما تستذكر سموها المغفور له الشيخ زايد ، الداعم الأول للمرأة، وتشعر بالرضا والفخر بعد أن تحقق حلمه في أن تصبح ابنة الإمارات وزيرة وطبيبة ومهندسة ودبلوماسية وسيدة أعمال وقاضية وممثلة للدولة في منظمات ومؤسسات عالمية، بل وسبقت كثير من شقيقاتها العربيات في الوصول لمناصب رفيعة مثل رئاسة البرلمان والعمل في مجال الفضاء وغير ذلك من المجالات التي تناسب العصر الحديث”.
ولفتت إلى أن التحديات التي تواجهها المرأة في الفترة الحالية مختلفة، ولكن أبرزها يتمثل في تحقيق التوازن بين طموحها العملي وحرصها على المساهمة بفاعلية في تطور وطنها وتقدمه من جهة، وبين ارتباطها بأسرتها ورعايتها لأبنائها من جهة أخرى، وهو أمر ليس سهلا ، و كذلك تحدي الحفاظ على الهوية الوطنية لمجتمع الإمارات، والتمسك بثقافته وتقاليده وقيمه الأصيلة.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – في إطار حديثها عن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه و ما الذي تعلمته منه – : ” قد يكون من الأنسب أن أقول ما الذي لم أتعلمه منه، فالشيخ زايد، طيب الله ثراه ، شخصية فريدة يصعب أن تتكرر، حيث كان يجمع في شخصيته بين صفات عدة ليس من السهل أن تجتمع في شخص واحد، فإلى جانب حكمته وصبره وشجاعته، كان يتمتع بالعطف والحنان والمراعاة لمشاعر الكبير والصغير، إلى جانب قدرته على قراءة شخصية الإنسان الذي أمامه والتعامل مع كل شخص بالأسلوب الذي يتناسب مع شخصيته، فكان حين يجلس مع دبلوماسيين وسياسيين من مختلف دول العالم يشيدون بحكمته ورجاحة رأيه وبعد نظره، وعندما يجلس مع أبناء الوطن في أي مكان كان يتعامل بتلقائية وحب بدون أية حواجز أو قيود، أما أكثر أوقاته سعادة فكانت تلك التي يقضيها مع أبنائه وأحفاده وهم يلعبون معه وحوله”.
وأضافت : ” بالنسبة لها كان الشيخ زايد هو معلمها الأول والأهم منذ زواجها في عام 1960عندما كان حاكماً للمنطقة الشرقية، ومنذ ذلك الوقت وهي تنهل من بحر حكمته التي استمدها من الصحراء، وتتعلم من قدرته على التخطيط للمستقبل على المدى البعيد، وهي موهبة منحها الله له، ومن نظرته الثاقبة للأمور، كما تعلمت منه الاجتهاد والإصرار على النجاح، وأهمية المشاركة في العمل كفريق واحد ، و أيضا تعلمت منه أن المجتمع لا يقوم إلا بمشاركة المرأة والرجل معا، وأن المرأة يمكنها أن تقدم الكثير من الإنجازات عندما تجد من يشجعها ويزرع الثقة في نفسها بما لديها من إمكانات”.
وذكرت أنها تجد في أقوال زايد، ملامح نهجه الذي يجب أن نتمسك به، ونحافظ عليه، لنواصل مسيرة النجاح والتطور، مثل إيمانه بأن الانسان هو الثروة الحقيقة للدولة، وهو ما ذكره في أكثر من مقولة، ومنها قوله: “إن الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب” ، وقوله “إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين ، إن الازدهار الحقيقي للدولة هو شبابها ، لقد تعلّمنا من هذا الإزدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة وأن نرعى أجيالاً من الرجال والنساء المتعلمين”.
ولفتت إلى أنه تعبيرا عن تمسكه بالعلم كأداة لرفعة الشعوب كان يردد قول الشاعر: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم و كذلك كان، رحمه الله، يُعبر عن سعادته بما حققته المرأة من إنجازات في كل مجال في العديد من الأقوال، ومنها قوله: “إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات، خلال فترة وجيزة، يجعلني سعيداً ومطمئناً بأن كل ما غرسناه بالأمس بدأ يُؤتي ثماره.. وبحمد الله، إن دور المرأة في المجتمع يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة.
وأوضحت سموها أن الجمعيات النسائية والاتحاد النسائي لعبت دورا مهما في تعليم وتمكين المرأة في الدولة منذ البداية، مؤكدة دور العمل النسائي في ظل التطور الكبير الذي تشهده الدولة حيث تستعد المرأة الإماراتية للسفر نحو الفضاء .
وقالت سموها : ” من المؤكد أن الجمعيات النسائية في مختلف إمارات الدولة، والاتحاد النسائي قاموا بدور كبير في النهوض بالمرأة والأسرة والمجتمع ككل، واعتز كثيرا بالدور الذي قامت به رائدات العمل النسائي في الدولة وما بذلناه من جهد لمواجهة الصعاب والتحديات العديدة التي مرت بنا في البدايات ” .
وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي العام، قام ولا يزال، بدور كبير في تمكين المرأة في مختلف المجالات، الصحية والتعليمية والاجتماعية والتشريعية وغيرها، وذلك عبر طرح سلسلة من المبادرات والبرامج التدريبية والتوعوية المبنية على دراسات تحليلية لواقع المرأة في دولة الإمارات .
ولفتت إلى أن الاتحاد النسائي، قام من خلال شراكات مع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، بوضع وتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الدولة 2015 – 2021 والتي شكلت نقلة نوعية ومرحلة جديدة في النهضة النسائية لأنها الأكثر تطلعا لمواكبة الألفية الجديدة عبر آليات عمل فاعلة لتحقيق الأهداف الوطنية المرجوة بما يعزز دور المرأة ومشاركتها الإيجابية في جميع ميادين الحياة وتأصيل دورها في التنمية.
وأضافت أن للاتحاد النسائي العام دوره الرائد وجهوده الواضحة في مجال تمكين وتأهيل المرأة الإماراتية للمشاركة السياسية، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة في هذا المجال حيث أتاح للمرأة الإماراتية فرصة الاطلاع على تجارب مثيلاتها في الدول العربية الشقيقة وعلى المستوى العالمي، وقد أثمرت هذه الجهود على أرض الواقع حيث يضم مجلس الوزراء لحكومة دولة الإمارات 9 وزيرات، كما شهدت الإمارات انتخبت الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي، وكانت أول امرأة تترأس المؤسسة البرلمانية على المستوى الإقليمي.
وذكرت سموها أن المرأة الإماراتية تشغل مناصب دبلوماسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وحتى عام 2019 بلغ عدد النساء الإماراتيات في السلك الدبلوماسي والقنصلي في مقر الوزارة 234 عضوة، إضافة إلى 42 من النساء العاملات في السلك الدبلوماسي في البعثات الخارجية للدولة وهو ما يشمل منصب سفيرات في السلك الدبلوماسي في الوزارة، وفي مجال علوم الفضاء، تشكل المرأة الإماراتية 40% من مجموع العاملين في وكالة الإمارات للفضاء.
وأكدت أن كل هذه الجهود والعمل المتواصل المتجدد، من قبِل الجمعيات النسائية والاتحاد النسائي العام، مهد للإماراتية الفرصة والأجواء، بدعم من قادة وشيوخ الدولة، حفظهم الله، ليصل طموحها إلى الفضاء. وكلي ثقة أن هذه المؤسسات قادرة على تقديم المزيد من النجاحات وإطلاق العديد من المبادرات التي تواكب المستقبل في كافة المجالات، ولتأهيل المرأة لتحقيق مزيد من الإنجازات، إلى جانب دور هذه المؤسسات الفاعل في حماية الاسرة ودعم قيم الترابط بين أفرادها.
ولفتت إلى ظهور مؤسسات جديدة تواكب أهداف العصر الحالي من أبرزها مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والذي يهدف إلى تقليص الفجوة بين الجنسين، وتحقيق التوازن بينهما في مراكز صنع القرار تحقيقاً لرؤية الإمارات، وقد كشف المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء عن تحقيق دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في 9 مؤشرات تنافسية مرتبطة بمدى التقدم في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة «التوازن بين الجنسين» خلال عام 2021.
وقالت سموها إن دولة الإمارات أولت اهتماما كبيرا للطفل فوضعت قانون “وديمة” لحماية حقوقه.. وخصصت مؤسسات للطفولة في مختلف مراحل العمر تدعيما لمبدأ التخصص، مثل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
وأكدت أن اهتمام دولة الإمارات بالطفل، ليس أمرا مستحدثا، فهو ركيزة أساسية في فكر ونهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد ذكرت من قبل أنه كان ينظر للإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للوطن، وبدونه لا يمكن أن يتحقق تقدم أو تطور، ونحن ندرك أنه لكي نحصل على إنسان قادر على المشاركة بفاعلية في تنمية وطنه ومواكبة ما يحدث حوله من تطورات في كل المجالات، لابد أن نوفر له كافة عوامل الرعاية منذ ولادته ومرورا بمختلف المراحل العمرية، والرعاية هنا تشمل الرعاية الصحية والنفسية والفكرية والتربوية والعلمية، وهو ما تسعى الدولة بكافة مؤسساتها لتوفيره لكل طفل في الإمارات، مواطنا أو مقيما.
وأضافت سموها أنه نظرا لما يشهده العالم في الفترة الأخيرة من اتجاه متزايد نحو التخصص الدقيق، تم إطلاق مؤسسات متخصصة بالطفل ورعايته منذ ولادته وحتى يتجاوز مرحلة الطفولة، مثل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومركز دبي لتطوير نمو الطفل، ودائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة وغيرها من الجهات المختلفة، حيث تعمل الإمارات على تطوير مبادرات نوعية للأطفال من عمر 0 إلى 8 أعوام تشمل إصدار قانون الطفولة المبكرة، وتطوير المجلس الوطني لتنمية الطفولة المبكرة، إلى جانب باقة خدمات الطفولة المبكرة، والملف الموحد لكل طفل، وذلك بدعم من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات الذين يؤمنون بأن أطفالنا هم صنّاع المستقبل، وأن الاستثمار في تنشئة أطفال مؤهلين لتحمل مسؤولية الوطن، ومتسلحين بالعلم الحديث والإيمان الراسخ والقيم النبيلة، هو الاستثمار الحقيقي.
وأكدت أن المرأة كانت عنصرا رئيسا في مواجهة جائحة “كوفيد-19” في الإمارات من خلال مشاركتها الفاعلة في القطاع الصحي وفي الصفوف الأمامية على خط المواجهة مع الجائحة وتداعياتها، وكذلك في الحفاظ على أسرتها من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية .. معربة عن اعتزازها بما شاهدته من حضور قوي للمرأة ضمن خطوط الدفاع الأمامية لمواجهة الجائحة ، وما قدمته من جهود لإنجاز مهامها الوظيفية ومتابعة انضباط أطفالها خلال العملية التعليمية عن بعد، بجانب الإشراف على رعاية الأسرة والحفاظ على صحة وسلامة أفرادها، وهي أدوار عكست ما تتمتع به المرأة من قوة ووعي ومرونة وبراعة وقدرة على العطاء.
وتقدمت سموها بالشكر إلى القيادة الرشيدة وحكومة دولة الإمارات على ما حققته من نجاح في مواجهة الجائحة وتجاوزها بأقل الخسائر، فتصدرت الإمارات دول العالم في كفاءة التعامل مع الجائحة، سوءا من حيث توفير كافة متطلبات العيش الكريم للأفراد، أو بما تمتلكه من بنية رقمية متطورة سهلت ممارسة العمل والدراسة عن بعد بسلاسة كبيرة، كما تصدرت دول العالم في توفير اللقاحات للسكان، ونتيجة لهذه الجهود المخلصة نشهد حاليا عودة الحياة إلى طبيعتها في كثير من النواحي، فعادت الإمارات تفتح أبوابها للجميع عبر فعاليات ضخمة مثل “إكسبو 2020 دبي”، و”أيدكس” و”أديبك” وغيرها من المؤتمرات العالمية، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة عودة الحياة بشكل كامل .
وقالت إن الرياضة النسائية لم تكتسب صفة مؤسسية في الإمارات إلا بعد فترة من تأسيس الدولة.. إلا أنها استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة.. مؤكدة حاجة المرأة الإماراتية بعض الوقت حتى تدخل مجال الرياضة نظرا لطبيعة المجتمع والعادات والظروف الاجتماعية التي كانت سائدة في بداية قيام الدولة، حيث كانت غالبية الأسر تتحفظ على مشاركة بناتها في ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، ولكن مع الوقت وبالتدريج، أدركت هذه الأسر أنه لا تعارض بين ممارسة الفتاة للرياضة والحفاظ على الحشمة واحترام العادات والتقاليد.
ولفتت إلى أنه مع التطور الذي شهده المجتمع بدأت تظهر ملامح الرياضة النسائية في الدولة، والآن أصبح لدينا فرق نسائية في مختلف الرياضات الجماعية وكثير منها حقق بطولات محلية وإقليمية وعالمية، إلى جانب الإنجازات التي حققتها لاعبات في فردية، وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للرياضة بشكل عام، حيث وفرت الأندية والمراكز والاكاديميات الرياضية لاحتضان المواهب ورعايتها وإعدادها لترفع راية الوطن في مختلف المحافل ، ولعل من أبرز المؤسسات التي ترعى الرياضة النسائية لدينا “أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية”، والتي تقوم بجهد مميز لنشر رسالة الرياضة، وتشجيع الفتيات على الممارسة والمشاركة، وتنمية مهاراتهن، برئاسة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة الأكاديمية.. كذلك لم يقتصر اهتمام الدولة بالرياضة على تحقيق بطولات في المنافسات الاحترافية فقط، ولكن سعت لنشر ثقافة ممارسة الرياضة كوسيلة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية لجميع أفراد المجتمع.
وقالت سموها بمناسبة الإحتفال بالعام الخمسين لدولة الإمارات : ” إنها عندما تنظر إلى الخمسين عاما الماضية، ترى الكثير من الأمور التي تشعرها بالفخر والاعتزاز، مؤكدة أنها شاهدة على كل ما تم من إنجازات وتحولات كبرى استطاعت الإمارات تحقيقها في وقت قصير نسبيا في عمر الدول ، وكيف لا تشعر بالفخر والاعتزاز لوجودها إلى جوار المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في كل ما قام به من أجل تحويل حلمه إلى حقيقة، ويجعل من الصحراء المترامية مدن حديثة يأتيها الناس من كافة أنحاء العالم فيجدوا فيها الاستقرار والراحة والسعادة والرعاية والأمن والأمان والتسامح وكونها شريكة له في تحقيق هذا الحلم “.
وأعربت سموها عن فخرها وهي ترى اتحاد دولة الإمارات يقف شامخا ليقدم نموذجا فريدا للوحدة والتضامن والتطور يوما بعد يوم ، وترى قادة دولة الإمارات يتمسكون بنهج زايد ويواصلون مسيرة التقدم والرقي .. معبرة عن فخرها واعتزازها وهي تشاهد الوطن وهو ينطلق بطموحه إلى الفضاء ويستكشف المريخ وغيره من الكواكب ومعربة عن فخرها وهي تشهد ما تحققه ابنة الإمارات من تفوق في مختلف الأصعدة والمجالات، وفي الوقت نفسه تتمسك بأصولها وعاداتها وتقاليدها، وتحافظ على رعاية أسرتها وواجباتها كأم وزوجة.
وعن طموحها للخمسين المقبلة .. قالت : ” علمني الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أننا طالما نعيش على قيد الحياة، علينا دائما أن نحلم ونتمسك بالحلم والطموح، ونواصل العمل لتحقيق كل ما نحلم به، كما علمنا الشيخ زايد أن الطموح لا يجب أن لا يكون له سقف أو حدود، ولذلك أطمح في أن أرى بناتي وأبناءي وأحفادي من أبناء الإمارات يواصلون إنجازاتهم في كافة المجالات بما يفوق طموحنا جميعا، ويرسمون آفاقا وحدودا تفوق توقعاتنا وأحلامنا” .
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى