بمناسبة اليوم العالمي للأب سناء سهيل: الآباء ركيزة أساسية لتنمية الروابط الأسرية والتنشئة السليمة للطفل
أبوظبي في العشرين من يونيو 2022
قالت سعادة سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بمناسبة اليوم العالمي للأب: يلعب الآباء دوراً مهماً في الحفاظ على الروابط الأسرية السليمة وبناء علاقات إيجابية وقوية بين أفراد الأسرة تسهم في ترسيخ الثوابت والمرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الأسرة باعتبارها المصدر الأول والأهم لتعلم الأطفال وتنشئتهم وتقديم الرعاية الصحيحة لهم، مؤكدة أن الرعاية الوالدية التي يحصل عليها الطفل في سنوات حياته الأولى تسهم بشكل كبير في تحديد سمات شخصيته ورسم ملامح مستقبله، فضلاً عن أهميتها في صقل قدرات ومواهب الطفل وتنميتها مع مرور الوقت لتمكينه من تحقيق أفضل النتائج في المستقبل.
وأشارت سعادتها إلى أن دور الوالدين اليوم في رعاية أطفالهما أصبح أكثر أهمية مما كان عليه في الماضي، لا سيما مع التطور التقني الكبير الذي طال مختلف مناحي الحياة وخاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والانتشار غير المسبوق للأجهزة الرقمية والشاشات ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الألعاب الإلكترونية التي باتت تحتل جل الوقت الذي كان يقضيه الطفل سابقاً في ممارسة الأنشطة البدنية والتفاعلية والاجتماعية مع الوالدين والأشقاء والمحيطين به، والتي حدّت بشكل ملحوظ من تواصل الطفل مع والديه ومحيطه من ناحية، ومن جودة تواصل الوالدين مع أطفالهما من ناحية أخرى.
وأكدت سعادتها أن دور الآباء في تنمية الطفل لا يقل أهمية عن دور الأم، داعية إلى ضرورة تعزيز مساهمة الآباء في تحقيق رفاهية أطفالهم، من خلال زيادة الاهتمام بجودة الحياة الصحية للطفل، ومتابعة الحياة الرقمية له لضمان حمايته من مختلف المخاطر المحتملة، وتعزيز مشاركتهم في تعليم أطفالهم ومتابعة نموهم وتطورهم، مؤكدة أن المشاركة الفعالة للآباء في التعليم المبكر لأطفالهم يساهم في تمكينهم من تحقيق النجاح في السنوات اللاحقة من حياة الطفل والتغلب على التحديات التي قد تواجههم في الحياة.
وشددت سعادتها على أهمية أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم، حيث أظهرت العديد من الدراسات حاجة الأطفال إلى تعلم المهارات الحياتية الأساسية من آبائهم، مثل ضبط النفس وإدارة السلوك والتحكم في المشاعر، في مرحلة الطفولة المبكرة ليكونوا ناجحين طوال حياتهم، لذلك يجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم، حيث يتفوق الأطفال في مهارات القيادة وغيرها من المهارات الأساسية المهمة والتي يمكن للطفل اكتسابها بسرعة من والده.
وأوضحت سعادتها أن العديد من الدراسات كذلك، أشارت إلى أن العلاقة الإيجابية بين الأم والأب تزيد من رفاهية الطفل، فإذا نشأ الأطفال في ظل علاقات قوية قائمة على التعاون والاحترام بين الوالدين، تزداد لديهم الرغبة في تبني نفس الصفات في علاقاتهم المستقبلية، ويتحسن أداؤهم الدراسي، لافتة إلى أن الآباء الذين يشاركون في المهام اليومية العادية في المنزل مع أطفالهم، يؤثرون بشكل إيجابي على نمو أطفالهم وتعلمهم مهارات جديدة، ويغرسون فيهم قيم التعاون والمشاركة والاحترام.
وكشفت سعادتها أن الهيئة بصدد إصدار دليل إرشادي خاص بالآباء، يهدف إلى التعريف بدور الأب في الأسرة، ودعم شريكته خلال مرحلة الحمل، وأهم المعلومات حول استقبال مولودهما الأول، ويركز على أهمية التواصل المستمر والمفتوح بين الوالدين والشفافية والعمل الجماعي في تكوين الأسرة، ويقدم للوالدين الكثير من الخبرات المهمة حول إدارة المشاعر حيال استقبال المولود الأول لهما، إلى جانب العديد من المعلومات والمهارات المهمة التي يحتاجها الأب في التعامل مع حمل شريكته واستقبال طفلهما.
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى