«أبوظبي للطفولة المبكرة» تفعّل مجموعات الابتكار المعرفي لمبادرة "ود" لخلق تأثير فعّال وإيجابي في تنمية الطفولة المبكرة

برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أعلنت الهيئة عن تفعيل مجموعات الابتكار المعرفي ضمن مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، التي أطلقتها في شهر مارس الماضي، بهدف إنشاء منصة محلية وعالمية مقرّها أبوظبي، لتعزيز الابتكار ونشر المعرفة في كل ما يتعلق بتنمية الطفولة المبكرة.

 

وكشفت الهيئة عن استكمال تعيين مجموعات الابتكار المعرفي التي ستكون مسؤولةً عن الأبحاث المساهمة في تطوير الأساليب والأطر ذات الصلة بتنمية الطفولة المبكرة، ووضع توصياتٍ قابلة للتنفيذ ضمن المبادرة. حيث تضم هذه المجموعات السيدة سيسيليا فكا جونز- رئيساً، وسعادة عمر سيف غباش- رئيساً مشاركاً، بالإضافة إلى 21 متخصصاً من ذوي الخبرة والمعرفة المكثفة من مؤسساتٍ عالمية مثل “اليونيسيف” والبنك الدولي و”اليونسكو” و”جامعة هارفرد”، فضلاً عن العديد من مؤسسات القطاع الخاص، مثل “أبل” و”يوتيوب” و”إيكيا”؛ وتتضمن كذلك مجموعةٍ مختارة من الأكاديميين والمتخصصين والمبدعين وصنّاع السياسات المجتمعية وممثلين عن القطاع الخاص والداعمين ومقدّمي الرعاية.

 

وعقدت مجموعات الابتكار المعرفي ما يزيد عن 100 جلسة تخطيط استراتيجي، والتقت بأكثر من 65 ولي أمر وطفل ومعلم وخبير في تنمية الطفولة المبكرة في الإمارات العربية المتحدة، كجزء من عملها نحو إنشاء سلسلة من الحلول المبتكرة التي تعزز التنمية الصحية الشاملة لأبوظبي، ودعم الأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية على تجاوز بعض التحديات والعقبات الأكثر شيوعًا خلال السنوات الأولى من نمو الطفل وتطوره.

 

فيما تعمل الكوادر بالتنسيق مع مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية العالمية، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية مثل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ودائرة الصحة – أبوظبي، ودائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، كما تنظم المجموعات أبحاثًا ودراسات مستقلة حول مواضيع مهمة تتضمن الوقت الذي يقضيه الأطفال بالنظر إلى الشاشات، واستخدام التكنولوجيا في المنزل، وأهمية اللعب والتواصل الاجتماعي مع الأطفال.

 

وأشارت الهيئة إلى أنه من المتوقع أن تنضمّ منظماتٌ وهيئاتٌ عدّة كمساهمين في المبادرة، لتعمل المبادرة على تزخيم عملها خلال العام الجاري 2021، وخاصة أنها تحظى بمساهمةٍ فعالة ومشاركة نشطة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذك أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية وكندا وأوروبا وسنغافورة وأستراليا ودول مجلس التعاون الخليجي. كما أكدت “اليونيسيف” مشاركتها الاستراتيجية بصفتها من الشركاء الرئيسيين والمتعاونين مع “هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة” ومبادرة “ود”.

 

وأوضحت أن مجموعات الابتكار المعرفي تشكل القوة الدافعة لمبادرة “ود”، وتتمحور مهمّتها حول تحقيق أهداف المبادرة للعام 2021، عبر ثلاثة أسسٍ هي: التكنولوجيا الإنسانية للأطفال، نمط الحياة في القرن 21، والرفاه العاطفي والتفاعل الاجتماعي. كما ستشمل مخرجات الجلسات الخاصة بالمجموعات على التوصيات المتعلقة بالسياسات والتشريعات، وإنشاء برامج متخصصة ومبادرات مبتكرة ذات صلة، والعمل على تطوير المنتجات، بالإضافة إلى المبادئ التوجيهية لمعالجة القضايا الأبرز.

وتعمل مجموعات الابتكار المعرفي تحت إشراف وبتوجيهٍ من مجلس أمناء “هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة” والجهات الحكومية المعنية بمجال تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي، ويتمثل دورها في وضع منهجيةٍ شاملة للتفكير والتصميم والابتكار، وتحويل الأفكار إلى أفعال، والاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة، وبناء جيلٍ من الشباب الواعي من أصحاب المعرفة والمهارات اللازمة لتجاوز التحديات الراهنة والتكيّف مع المتغيّرات المستقبلية والمساهمة في بناء مجتمعٍ أفضل.

كما عمدت مبادرة “ود” إلى اختيار أعضاء مجموعات الابتكار المعرفي من أصحاب الخبرات المتنوّعة، والقادرين على تقييم التحديات الطويلة الأمد في كل ما يتصل بتنمية الطفولة المبكرة، ووضع توصياتٍ عملية قابلة للتنفيذ يتمّ العمل على تنسيقها في أطرٍ جذّابة ومبتكرة تواكب توجهات “هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة” وتسعى إلى تنفيذها بالاعتماد على الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي.

وقالت سيسيليا فاكا جونز، المديرة التنفيذية في “مؤسسة برنارد فان لير”، ورئيسة مجموعات الابتكار المعرفي في مبادرة ود: “ستعمل مجموعات الابتكار المعرفي على جميع المستويات وفي كل المجالات مع أولياء الأمور والأطفال والشركاء وصنّاع السياسات الحكومية والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي وصناديق الاستثمار الاجتماعي ومراكز الابتكار، بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص، بهدف تعزيز وتطوير قطاع الطفولة المبكرة محلياً وعالمياً، من خلال تبني وتنفيذ استراتيجيات التدخل المنبثقة عن المبادرة وتطبيقها بكل السبل الممكنة”.

وأضافت: “نحن جميعاً متحمّسون ونتطلع إلى تلقي التوصيات والنتائج الأولى لمجموعات الابتكار المعرفي، والتي ستساعدنا في بناء استراتيجيتنا ورسم خطتنا للمرحلة المقبلة؛ وسيتعامل فريق هذه المجموعات مع التحديات الطويلة الأمد المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، بأساليب جديدة ومقارباتٍ مبتكرة”.

بدوره قال سعادة عمر سيف غباش: “يتيح لنا التوجه الذي يتبعه فريق العمل المشترك فرصةً للاستفادة من مجموعة عالمية من الخبراء في مجال تنمية الطفولة المبكرة على مستوى عالمي من خلال تركيزهم على مهمة واحدة تتمثل بمساعدة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على توفير أفضل بيئة ممكنة لمنح أطفالنا الفرصة المناسبة في الحياة لكل منهم والفرصة التي يستحقونها. ويمكن لهذه البرامج والسياسات والمبادرات الجديدة التي نطلقها هنا في أبوظبي أن تصبح نماذج معتمدة لتنمية الطفولة المبكرة حتى تتبناها مختلف الدول حول العالم “.

الدكتورة نيكي مارتن، رئيس برنامج دراسات الطفولة المبكرة في “جامعة جولف هامبر”، وعضو مجموعات الابتكار المعرفي قالت: “يشرّفني فعلاً أن أكون جزءاً من هذه القضية الإنسانية؛ حيث سيضيف برنامجنا قيمةً إيجابية لجميع الأطفال من سن 0 إلى 8 سنوات في مختلف أنحاء العالم. ومع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا في أيامنا هذه، لا بدّ من التوقف قليلاً والتأمل والنظر عن كثب إلى واقع أطفالنا وكيفية تأثرهم بالتغيّرات والتحديات، للإفادة منها إيجاباً”.

تتجسد مهمة مبادرة ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة في إعداد منصة تساهم في تنفيذ الأسس المركزية لاستراتيجية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والتي تتمثل بإطلاق أنظمة ومنصات تقود التميز والابتكار في مجالات تنمية الطفولة المبكرة في جميع أنحاء الإمارة. وتساهم في تحقيق مساعي الهيئة والتي تهدف إلى تعزيز النمو الأمثل للطفل وتعزيز رفاهيته ابتداءً من مرحلة الحمل وحتى عمر 8 سنوات، وتحقيق رؤية استراتيجية قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي 2035، المتمثلة في أن يتمتع كل طفل صغير بالصحة والعافية ويتحلى بالثقة بالنفس وأن يكون محباً للاطلاع وقادراً على التعلم وتنمية قيم متينة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة في أبوظبي.

وتحرص هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على رصد أبرز التحديّات التي تواجه الأطفال واقتراح حلول فعالة للتصدي لها من خلال قيادة وتوحيد الجهود وحشد الموارد والخبرات والكفاءات العالمية في مجالات تنمية الطفولة المبكرة، وبلورة رؤية شاملة وواضحة حول واقع الأطفال الصغار وأسرهم، كما تسعى لتعزيز الوعي العالمي بالموضوعات ذات الصلة بتنمية الطفولة المبكرة وتشجيع المشاركة العامة في عملية وضع أطر عمل شاملة وتوصيات موضوعية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة وفق نهج استباقي وشراكات مستدامة، إلى جانب الترويج لأفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية وتعمل على التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لوضع الخطط اللازمة لتطوير برامج الطفولة المبكرة ورفع مستوى الخدمات المتعلقة بها.

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
9 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *