مختصون: تطوير أنظمة «الطفولة المبكرة» يواكب التوجهات المستقبلية
أكد مختصون وتربويون أن تطوير الأنظمة والبرامج المتعلقة بالمتطلبات التعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة من الحضانات ورياض الأطفال من شأنه إيجاد جيل مؤهل يقود زمام المبادرة؛ ومزود بأفضل المخرجات التعليمية التي تمكنه من اجتياز كافة العقبات في كافة المراحل الدراسية بامتياز؛ كما أن التطوير في مراحل الطفولة المبكرة يواكب التوجهات المستقبلية لسوق العمل؛ لافتين إلى أن القيادة الرشيدة للدولة تعمل جاهزة من أجل تحسين مخرجات التعليم بدءاً من مرحلة الرياض وإلى التعليم الجامعي.
ترسيخ
وذكر الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، أن إنشاء هيئة اتحادية للتعليم المبكر يرسخ مكانة الدولة في مجال بناء ورعاية الطفولة، ويؤكد على اهتمام الحكومة الرشيدة بالطفولة، من خلال تطوير وتعزيز أوجه الرعاية الشاملة المقدمة لها، مشيراً إلى تجربتهم الثرية والعملية في مجلس الشارقة للتعليم، والتي تتمثل في وجود إدارة للطفولة المبكرة تشرف على الحضانات الحكومية، وإطلاقهم لإطار الشارقة للطفولة المبكرة خلال العام الدراسي الجاري وهو الذي تم اعتماده من قبل المجلس التنفيذي، وجرى توزيعه على عدد كبير من المؤسسات التعليمية بعد ما تمت مراجعته من قبل جامعات وخبراء داخل الدولة وخارجها.
واعتبر الدكتور الكعبي مرحلة الطفولة المبكرة المرتكز الأساسي والقويم للتعليم، وأنه كلما جرى الاستثمار فيها بشكل صحيح، كان التطور متسارعاً في قطاع التعليم بالمراحل اللاحقة، حيث يجري غرس منظومة من القيم والمبادئ ومهارات التعليم والميول في مراحل الطفولة المبكرة وتنميتها في المراحل التي تليها.
إنجاز
من جانبه، أفاد محمد الملا، أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، أن إنشاء الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر يعتبر إنجازاً لجهود الدولة وثمرة لتوجيهات ورؤى القيادة الرشيدة، لا سيما لدينا في إمارة الشارقة التي لديها تجربة كبيرة وثرية في هذا المجال، بالإضافة إلى أن إمارة أبوظبي لديها هيئة للطفولة المبكرة، كما تعمل دبي على تعزيز هذا الواقع، مما يستدعي توحيد أدوات العمل والسياسات الناظمة واستكمال العمل من حيث النتائج التي وصلت إليها تجاربنا التي قطعت شوطاً كبيراً وتجاوزت قضايا التعامل مع الطفل من سن الرابعة، وركزت على بناء قدراته وتعزيز مداركه منذ ولادته. وأضاف أن الإعلان عن إنشاء مؤسسة اتحادية للطفولة المبكرة يأتي في سياق المكتسبات التي تحققت على مدى السنوات الماضية.
معايير
بدورها، وصفت موزة الشومي، رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل، إنشاء الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر بالقرار بالحكيم، ودلالة على اهتمام الدولة بالتعليم اهتماماً خاصاً لدرجة أنه تم تنسيق 3 وزراء مختصين بالتعليم والطفولة المبكرة، ما سيكون له الأثر الكبير في مجال الاهتمام بالأطفال وتحديداً في مرحلة الحضانات، وهي مهمة جيدة، بحيث ستكون هناك جهة واحدة من تقوم بإصدار التراخيص ووضع معايير وجودة الخدمات المقدمة في الحضانات وإحكام الرقابة عليها. وأبدت الشومي تفاؤلها بوجود هذه الهيئة المختصة التي تركز جهودها بشكل كامل ومركز على مرحلة الطفولة المبكرة، قائلة إنها ستأخذ قطاع رعاية وتعليم الطفولة المبكرة إلى مكانها الصحيح في الدولة، لأنها توجد تحت إشراف جهة مختصة بها «مؤهلات». وأضافت أن وجود جهة مختصة تعنى بترخيص ورقابة الحضانات يعد سياج حماية للأطفال.
ثقة
من جهته، أكد الخبير التربوي سعيد نوري، أن نظم التعليم التكنولوجية تتغير من وقت إلى آخر، فتعيين وزير مختص بهذا الأمر يدل على اهتمام الدولة لمواكبة أهم التطورات التي تطرأ على نظام التعليم العام والعالي، كما أن تطوير التعليم المبكر في مراحل الرياض والابتدائية الدنيا من شأنه أن ينشئ جيلاً واعياً قادراً ومتمكناً وواثقاً من نفسه، بداية من الطفل الذي ستوفر له كل الإمكانيات التي تطوره وتطور كفاءته ومهارته وتمكينه من خلق شخصية قوية جاذبة فاعلة تثق في نفسها، مبيناً أن اكتساب الطفل لمهارات معينة منذ نعومة أظافره سوف تتدرج معه هذه المهارات في حياته العملية والوظيفة ويصبح متمكناً وعنصراً فعالاً في تنمية مجتمعه ويكون قادراً على خدمة بلده، كما أن تلك الخطوة تعد بداية مرحلة جديدة من التطوير التعليمي في الدولة.
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى