في يوم الطفل الإماراتي.. منتدى "ود" يجمع 250 من مبدعي العالم
يجمع منتدى “ود” العالمي الذي يعقد بالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي، في 15 مارس/آذار الجاري، نخبة من المؤثرين والمبدعين في العالم.
المنتدى تستضيفه المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة WED، التي أطلقتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وذلك بالتعاون مع شريكها في الرؤية “مبادلة”، خلال يومي 15 و16 مارس/آذار الجاري في حديقة التزلج جنوبي جزيرة ياس بأبوظبي.
ويفتح المنتدى العالمي أبوابه أمام أكثر من 250 من صناع السياسات المؤثرين والأكاديميين والمتخصصين والمبدعين الرواد على مستوى العالم في العديد من القطاعات ذات الصلة بتنمية الطفولة المبكرة.
ويقدم المنتدى أكثر من 50 متحدثاً في قطاع تنمية الطفولة المبكرة عبر 14 موضوعاً عالمياً لتنمية الأطفال الصغار. ويهدف المنتدى إلى إلهام الأشخاص المعنيين بتنمية الطفولة المبكرة، ليصبحوا مساهمين فاعلين ونشطين في صناعة التغيير، إلى جانب تحديد المفاهيم والسلوكيات السائدة وإطلاق حوارات مؤثرة وهادفة حول تنمية الأطفال الصغار.
وتتفرد مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة بنهجها القائم على نموذج تشغيلي مستدام، تعمل ضمنه فرق العمل المتخصصة على المواضيع ذات الأولوية، وسيتم عرض المخرجات في المنتدى تمهيداً لتنفيذها على مستوى إمارة أبوظبي، إلى جانب متابعة تنفيذها من قبل رؤساء وأعضاء مجموعات الابتكار المعرفي لضمان تحقيق مستهدفات المبادرة والوصول لأفضل النتائج الممكنة والتي ستنعكس بشكل رئيسي على حياة الأطفال الصغار في أبوظبي والعالم.
مساحات تفاعلية
وتأتي مخرجات مجموعات الابتكار المعرفي التي سيناقشها المنتدى، نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من 9 أشهر، تخللها تنظيم 110 جلسات، تضمّنت أفضل الممارسات في هذا المجال، فضلاً عن اجتماعات المستشارين الفنيين، عبر 35 جلسة لمجموعات الابتكار المعرفي، و60 مقابلة رسمية مع الأطراف المعنية، و10 جلسات لنقل المعرفة، بالإضافة إلى بحث نوعي محلي تم إجراؤه مع مجموعات الجمهور الرئيسية في أبوظبي، بمن في ذلك أولياء الأمور والأطفال، والمعلمون.
وينخرط المشاركون بالمنتدى ضمن مساحة تفاعلية مصممة لإعادة تخيل الأحداث الكبيرة في مراحل نمو وتطوّر الطفل، حيث يمكن رؤيتها من خلال عيون أربعة أطفال من خلفيات اجتماعية وسمات شخصية مختلفة.
كما يستكشف المنتدى كيف أن التواصل الهادف يعدّ حجر الزاوية في بنيان المجتمع، وشبكة الدعم التي تمكّن كل طفل من التمتع بالصحة والثقة بالنفس والفضول والقدرة على التعلم، وتطوير قيم متينة في مكان آمن، وبيئة داعمة للأسرة.
ويركز المنتدى العالمي لتنمية الطفولة المبكرة، الذي يعدّ منصة معرفية عالمية، على التحديات الأساسية المحددة في الموضوعات الرئيسية للنسخة الأولى لمبادرة “ود”، وهي التكنولوجيا الإنسانية للأطفال، وأسلوب الحياة في القرن الحادي والعشرين، والرفاه العاطفي والتفاعل الاجتماعي.
أبوظبي مركزا للابتكار
وتسلط فعاليات المنتدى الضوء على دور أبوظبي المتطور كمركز للابتكار في تنمية الطفولة المبكرة، فضلاً عن المساعدة في تحريك مخرجات مؤثرة للتحديات الملحة التي يواجهها القطاع محلياً وعالمياً.
ويتضمن برنامج المنتدى جلسات متنوعة، تشمل موضوعات مثل: “كيف ينبغي للحكومات وصانعي السياسات معالجة التأثير السلبي الذي لم يُعرف بعد للتكنولوجيا المستخدمة اليوم؟” و”احتياجات الصحة النفسية للأجيال الرقمية” و”إنشاء شبكة حضرية صحية للأطفال للعب”، و”ممارسة الرياضة بأمان في المناخ الحار” و”التأمل في منهجية استجابتنا لتأثير جائحة كورونا على أطفال الهمم”.
في هذا الإطار قال الدكتور مايكل ريتش، رئيس مجموعة الابتكار المعرفي المتخصصة بالتكنولوجيا الإنسانية للأطفال: “يسعدني أنه أخيراً قد أتى اليوم الذي تجتمع فيه العقول لمناقشة ما تعلمناه، ومشاركة المخرجات الخاصة بفرق عملنا المتميزة. فرقنا تنطلق بعملها من أبوظبي وتضعها في مركز اهتمامها، ولكنها تأخذ في الحسبان العالم بأكمله. وسيقوم فريقنا بتفعيل وصقل المناقشة حول “الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بمراقبة تطور الأطفال باستخدام التكنولوجيا” إلى جانب العديد من النقاط المثيرة للاهتمام”.
من جانبه قال الدكتور حسام التتري، عضو مجموعة الابتكار المعرفي المتخصصة بأسلوب الحياة في القرن الحادي والعشرين: “نحن في وضع فريد لدعم أبوظبي في قيادة التغيير الاستثنائي في تنمية الطفولة المبكرة محلياً وعالمياً. نحن ملتزمون باستخدام معرفة وخبرة فريقنا المتنامي باستمرار لدفع وتعزيز الابتكار ومساعدة أطفالنا على النمو بصحة أفضل، وليكونوا أكثر ذكاءً وتمكيناً من أي وقت مضى. فمستقبل أمتنا والعالم يعتمد على الأطفال”.
وبدورها قالت الدكتورة سهى الحسن، أستاذة مشاركة في التربية الخاصة – تحليل السلوك التطبيقي، وعضو مجموعة الابتكار المعرفي الخاصة بالرفاه العاطفي والتفاعل الاجتماعي: “يهدف هذا المنتدى، في نسخته الأولى، إلى تنمية المصداقية في هذا المجال، من خلال الاستكشاف والتعاون والمناقشة. أنا وفريقي سنعكس الرؤية الطموحة لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لعام 2035، والعمل على ضمان توفير أفضل الفرص الممكنة لكل طفل، ليكون بصحة جيدة، وواثقاً بنفسه، وفضولياً، وقادراً على التعلم وتطوير القيم المتينة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة، هنا في أبوظبي وخارجها”.
وسوف يستقبل المنتدى مجموعة من المتحدثين البارزين على المستوى العالمي، مثل: ديفيد إيجلمان، عالم الأعصاب الأمريكي في جامعة ستانفورد، وهو مؤلف ومحاور علمي. والدكتور ديميتري كريستاكيس، مدير مركز صحة، وسلوك، وتنمية الطفل في معهد سياتل لأبحاث الأطفال. وتيموثي شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص والأخصائي النفسي التربوي، والكاتبة ميشيل بوربا مؤلف لكتب تعد الأكثر مبيعًا عالمياً.
وأطلقت المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة (ود) في عام 2021 تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ورئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وهي تهدف إلى تحفيز الابتكار في قطاع تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي والعالم من خلال مجموعات الابتكار المعرفي BWGs، لتحقيق رؤية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.
ويشكل المنتدى الذي يستمر ليومين ساحة مفتوحة للجمهور وخصوصاً بالأطفال حتى 8 سنوات وعائلاتهم وإخوتهم للمشاركة في “تحدي ود للأطفال” والاستمتاع بالجري لمسافة كيلومتر واحد. ينظم هذا النشاط مجلس أبوظبي الرياضي بالشراكة مع مبادلة، والمقرر إقامته في مساء الأربعاء 16 مارس/ آذار الجاري.
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى