دليلك عن المطاعيم وأهميتها في الوقاية من الأمراض

قد يكون موضوع المطاعيم معقد بالنسبة لكم كأمهات وآباء جدد، فمن المؤكد أنكم تسمعون العديد من النصائح والمداخلات المختلفة عن أهمية المطاعيم والبرامج التي عليكم اتباعها والأنواع التي عليكم اختياراها!

لذا، سأبقي الأمر بسيطًا بالنسبة لكم من خلال التأكيد على أمر واحد وهو أن المطاعيم لا تحمي طفلك من الأمراض الفتاكة فحسب، بل تحافظ أيضًا على سلامة الأطفال الآخرين من خلال القضاء على الأمراض الخطيرة التي كانت تنتشر من طفل إلى آخر أو تقليلها بشكل كبير.

قبل أن أخوض بالتفاصيل، أود أن أنوه إلى أننا لو أجرينا استفتاءً بين الناس في العالم نسألهم فيه فيما إذا كانوا يتمنون تواجد لقاح أو مطعوم الآن لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أم لا، فأنا متأكدة تماماً بأن معظم الناس سيتمنون ذلك وسيجيبون بنعم!

تاريخ اكتشاف المطاعيم

كان أول شخص فكر بالمطاعيم هو الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر، وذلك في عام 1796، حيث قام بأخذ عينات من خراجات جدري البقر ليحقنها في صبي عمره ثماني سنوات، ليظهر الصبي بعد ذلك مناعة ضد مرض الجدري.

بعد الكثير من العمل والبحث، استنتج الطبيب جينير أن كميات قليلة من فيروس جدري البقر يمكن أن تحمي البشر من مرض الجدري.

وكانت هذا هو أساس علم اللقاحات والتطعيم الحديث، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن العلماء والأطباء يعملون على تطوير لقاحات فعالة وآمنة هي متوفرة الآن.

 فما هو المطعوم؟

المطعوم هو مادة بيولوجية (تخص فيروس معين) إذا أعطيت لشخص فإنها تحفز جهاز المناعة لديه للتعرف إليها، حتى إذا ما تعرض الشخص للإصابة بالفيروس فإن جسمه يتمكن من تشكيل أجسام مضادة لمواجهة المرض، وبهذا يحمي الجسم نفسه.

يكون المطعوم واحداً مما يلي:

1.    مطعوم حي مضعَّف: وهو ما يعني أن الفيروس المسبب للمرض يضعَّف عدة مرات في المختبر، لذا فإنه عندما يتم حقنه في الجسم يقوم بتحفيز جهاز المناعة دون أن يسبب الإصابة بالمرض، ومن الأمثلة على هذا المطعوم: مطعومي الحصبة والحصبة الألمانية.

2.    مطعوم مقتول: في هذه الحالة تكون المادة الحيوية في المطعوم مقتولة ويتم تحضيرها عن طريق تقنيات مولدات الضد (الأنتيجين) الخاصة عن طريق إرفاقها بمادة خاملة أو جزء من السموم، فتقوم بتحفيز جهاز المناعة لحماية الجسم من المرض. مثال على ذلك: مطعوم السعال الديكي.

3.    مطعوم مضاد للسموم: ويكون عبارة عن مادة تقوم بتحييد السموم التي تنتجها مسببات أمراض معينة وبذلك تمنع إصابة الجسم بها. مثال على ذلك: مطعوم داء الكلب، إذا تم إعطاء المطعوم في خلال فترة حضانة المرض فإنه يكون بالإمكان منعه والوقاية منه.

لكن، لماذا نعطي المطاعيم كل هذا الاهتمام؟

ذلك لأن المطاعيم تعتبر واحدة من أفضل الاختراعات في التاريخ الحديث، حيث أن العديد من الأمراض المميتة اختفت تقريباً من العالم نتيجة لها.

ومن الأمثلة الجيدة التي تدعم هذه الحقيقة هي:

  • مرض الجدري الذي اختفى من العالم منذ عام 1977، إلى حد أن أوصت منظمة الصحة العالمية بوقف التطعيم ضده!
  • مرض شلل الأطفال الذي اعتاد على قتل العديد من البشر أو تركهم يعانون من الشلل والعديد من الإعاقات أصبح الآن نادراً جداً، حيث خلت منه العديد من البلدان حول العالم، مع الإعلان عن حالات قليلة جداً في بلدان أخرى.
  • مرض الحصبة الذي كان يأتي كوباء يقتل العديد من الناس الآن أصبح نادراً أيضاً
  • مرض الحصبة الألمانية، والذي يكون خفيفاً في العادة إلا إذا أصاب المرأة الحامل دون أن يكون لديها مناعة ضد المرض، فإنه يؤدي للإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية التي تسبب الإعاقة العقلية للطفل وأمراض القلب وقد تكون قاتلة له.

برامج التطعيم

كل بلد لها برنامج التطعيم الخاص بها حسب عبء الأمراض ومدى انتشارها في منطقة هذه البلد، لكن هناك مطاعيم إجبارية حول العالم مثل: المطعوم الثلاثي البكتيري ضد أمراض الخناق والسعال الديكي والكزاز، مطعوم شلل الأطفال (Polio)، المطعوم الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، ومطعوم التهاب السحايا (HIB).

بعض المطاعيم لا تعطى إلا في المناطق التي تنتشر فيها الأوبئة مثل مطعوم الحمى الصفراء.

فعالية وأمان المطاعيم

أثبتت المطاعيم الحديثة فعالياتها وذلك عن طريق إما الوقاية الكاملة من المرض أو ظهور بعض الأعراض الطفيفة للمرض دون أي مضاعفات خطيرة.

كما أن معظم المطاعيم المتوافرة حالياً آمنة مع وجود بعض المضاعفات في بعض الأحيان، معظمها تكون طفيفة مثل: الحمى، والتهيج الطفيف، والتورم والاحمرار. إلا أن هذه المضاعفات لا تستوجب إيقاف المطاعيم، ذلك لأن الفائدة المحققة من التطعيم والوقاية من الكثير من الأمراض القاتلة تتعدى هذه المضاعفات الطفيفة المذكورة.

في حالات نادرة، يصاب بعض المرضى بمضاعفات خطيرة مثل الحساسية المفرطة والتشنجات، وهنا يعود القرار للطبيب المعالج لإيقاف المطعوم الذي يسبب هذه الحالة أو الاستمرار في إعطائه. أي ذلك يعتمد على تقييم الطبيب حسب الحالة.

لا يزال بعض الناس يعتقدون أن المطاعيم قد تسبب الإصابة بطيف التوحد، لكن هذا الاعتقاد تم دحضه تماماً من خلال الكثير من الدراسات والأبحاث الطبية.

من يجب أن يأخذ المطاعيم؟

1.    جميع الأطفال يجب أن يأخذوا المطاعيم حسب برامج محددة.

2.    المراهقين يعطون المطاعيم حسب أعمارهم، خاصة في حالات ذهابهم إلى المخيمات أو الجامعات.

3.    المتواجدين في مناطق انتشار الأوبئة.

4.    الكبار في السن، الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، يأخذون المطاعيم الموصى بها.

5.    الجميع في حالة المطاعيم الموسمية مثل مطعوم الانفلونزا الموسمية، حسب توصيات معينة مناسبة لكل عمر.

من يجب ألا يأخذ المطاعيم؟

1.    هناك بعض الحالات التي لا يجوز فيها إعطاء المطاعيم للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة لأسباب مختلفة.

2.    بعض المطاعيم لا يمكن إعطاؤها للنساء الحوامل.

لذلك، التزامكم بإعطاء المطاعيم لأطفالكم في مواعيدها سيساعدهم على تطوير المناعة المناسبة للأمراض وحماية أنفسهم من أمراض أخرى حين يتنقلون من مكان لآخر ومخالطتهم لأشخاص مختلفين.

 

مصدر: أمهات360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
3 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *