"أبوظبي للطفولة المبكرة" .. مبادرات رائدة لأجيال واعدة
.. من / أحمد جمال.
أبوظبي في 14 مارس / وام / تواصل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة جهودها الدؤوبة للمساهمة في بناء رأس المال البشري وتنشئة أجيال المستقبل الواعدة والقادرة على دعم رؤى الدولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في القطاعات كافة.
وارتكز عمل الهيئة مع تأسيسها في العام 2019 على 4 مجالات رئيسية تتضمن الصحة والتغذية، وحماية الطفل، والدعم الأسري، والتعليم والرعاية المبكرين وعملت في هذا الصدد على وضع استراتيجية شاملة للطفولة المبكرة في الإمارة ومراجعة السياسات والبرامج المتعلقة بالطفولة المبكرة وتقييمها بالتنسيق مع الجهات المعنية واقتراح التشريعات والسياسات والأنظمة ذات الصلة بهذا القطاع الحيوي ورفعها للاعتماد وفق التشريعات السارية.
كما عملت على إدارة وتنفيذ المسائل المتعلقة بالطفولة المبكرة في الإمارة والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لوضع الخطط اللازمة لتطوير برامج الطفولة المبكرة وكيفية تقديم الخدمات المتعلقة بها إلى جانب إبرام الاتفاقيات مع الجهات والشركات التي تعني بالطفولة المبكرة داخل الإمارة وخارجها وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة في مجال الطفولة المبكرة والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية واقتراح أفضل الحلول والتوصيات.
وتستعرض وكالة أنباء الإمارات “وام” في التقرير التالي وبمناسبة “يوم الطفل الإماراتي” الذي يوافق 15 مارس من كل عام جهود الهيئة في دعم مسيرة التنمية الشاملة للأطفال وتعزيز رفاهيتهم منذ فترة الحمل وحتى سنة الثامنة.
فقد أطلقت الهيئة “استراتيجية قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي 2035” والتي تسعى من خلالها إلى منح أطفال الإمارة أفضل رعاية في مرحلة الطفولة المبكرة بما يمكنهم من تحقيق أقصى درجات التطور والنمو السليم وغرس المهارات اللازمة فيهم تمهيدا لمتطلبات المرحلة المقبلة إيمانا منها بأن الاستثمار في تنمية قطاع الطفولة المبكرة هو الاستثمار الأمثل لبناء قاعدة راسخة من الموارد البشرية لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
وقال المهندس ثامر راشد القاسمي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والتواصل في الهيئة إن استراتيجية قطاع الطفولة المبكرة تتضمن ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في أن يكون لدى جميع الأطفال ما يلزم من أساسيات للتمتع بصحة بدنية جيدة وللتنمية الاجتماعية العاطفية وللتعليم المبكر، وأن يعيشوا في بيئة مستقرة وآمنة وهم في مأمن من أي أذى أو خطر، والوصول إلى أولياء أمور يتحلون بالثقة في النفس ولديهم القدرة لدعم التنمية الشاملة لأطفالهم والعمل على رفاهيتهم.
وأوضح في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن الهيئة عملت على تطوير إطار تواصل شامل للتغيير الاجتماعي والسلوكي وذلك بهدف بناء فهم مشترك حول أهمية تنمية الطفولة في المراحل العمرية المبكرة والتأثير على السلوكيات التي تعزز التنمية الشاملة للأطفال وتضمن رفاهيتهم، إلى جانب إعداد الهيئة لبرنامج التدخل المبكر ضمن إحدى مبادرات محور “الصحة والتأهيل” لاستراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024.
وأضاف أن الهيئة تسعى إلى أن يظهر الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذا المشروع خلال مدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات بما يسهم في إحداث تأثير إيجابي على الأطفال في أبوظبي .. لافتاً إلى جهود الهيئة في تطوير استراتيجية الرعاية المبكرة والتعليم في أبوظبي بالإضافة إلى تنظيم إطار عمل شامل للخدمات المباشرة وغير المباشرة التي تعنى بالطفولة المبكرة وذلك في 4 مجالات رئيسية هي الصحة والتغذية، حماية الطفل، الدعم الأسري بجانب الرعاية والتعليم المبكرين مع التركيز على الخدمات المقدمة للأطفال من أصحاب الهمم وتعزيز المشاركة العامة.
وفي إطار تداعيات جائحة “كوفيد – 19″ .. بيّن ثامر راشد القاسمي أن الهيئة قامت بوضع خطة لمعالجة القضايا والمشاكل الناجمة عن إغلاق الحضانات، اشتملت على برنامج متخصص يتألف من 96 وحدة تدريبية لتدريب العاملين في الحضانات تحت عنوان ” نعمل لغد أفضل”، بهدف إحاطتهم بإرشادات عمل الحضانات في ظل الجائحة ورفع جاهزيتهم لاستئناف عملهم في أي وقت، وكيفية عكس المبادئ التوجيهية على سير العمل داخل الحضانات وفق أفضل الممارسات العالمية، حيث حصل المشاركون في هذه البرامج على شهادات تدريب /CPD/ معتمدة، و بلغ عدد المسجلين في البرنامج أكثر من 22 ألف متدرب من العاملين في الحضانات من ببينهم 350 ممرضة، إلى جانب 2000 متدرب من الطاقم إداري كما تعتزم الهيئة إطلاق الجزء الثاني من البرنامج بعنوان /تنمية الطفل وتحسين نوعية الرفاهية/ ويتضمن 12 ورشة تدريبية تستهدف العاملين في مؤسسات التعليم المبكر والحضانات.
وأكد حرص الهيئة على تطوير قوى عاملة ذات كفاءة عالية تعمل في مجال الطفولة المبكرة حيث وضعت استراتيجية لتطوير القوى العاملة مدتها عشر سنوات وذلك لتعزيز عملية استقطاب الموهوبين للعمل واستبقاء الموظفين العاملين في قطاع تنمية الطفولة المبكرة إلى جانب بناء قدرات ومهارات العاملين والمهنيين وصناع القرار وإطلاق السياسات في مجال تنمية الطفولة المبكرة عبر إطلاق 3 برامج أكاديمية بهدف تعميق المعرفة ودعم القدرة على التفكير النقدي وصنع القرار للموظفين الحاليين بحيث تكون السياسات والبرامج المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي قادرة على تعزيز النمو الأمثل للأطفال وضمان رفاهيتهم.
وأشار إلى مشاركة أكثر من 40 شخصية من صناع القرار والسياسات و25 متخصصا في حماية الطفل من 20 جهة حكومية مختلفة خلال العام الماضي 2020 في برامج الهيئة.
وتعمل الهيئة على زيادة وعي الوالدين ومقدمي الرعاية حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا وتقديم أفكار علمية وقابلة للتطبيق لتطوير عادات رقمية جيدة وآمنة تضمن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا وتعزز جودة الحياة الرقمية للطفل والأسرة.
وأطلقت الهيئة برنامج “أنجال زِ” بهدف تمكين الشركات الناشئة في مختلف أنحاء العالم من توفير حلولها في إمارة أبوظبي بما يتناسب مع احتياجات الأطفال فيها التزاما منها بدعم المبتكرين في مجال الطفولة المبكرة ودعم التنمية الشاملة للأطفال في أبوظبي وتمكين الشركات الناشئة من مختلف أنحاء العالم في هذا المجال من توسيع انتشارها.
واستقطبت الدورة الأولى من البرنامج 5 شركات ناشئة تضمنت كلا من تطبيق “لمسة” الذكي من الإمارات لتشجيع الوالدين على التفاعل مع الأطفال عن طريق توفير محتوى عربي تفاعلي مستمد من الثقافة المحلية على شكل قصص وألعاب ومقاطع فيديو ومنصة “كيندو” الإلكترونية لأجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتي تعتمد على مقاطع فيديو توعوية تسعى لتطوير مهارات الأطفال من عمر مبكر عن طريق تعزيز التجربة التعليمية سواء في المنزل أو المدرسة ومنصة المحادثة “افينيداتا” التي تقدم لأولياء الأمور نشاطات تعليمية متخصصة تهدف إلى تطوير نمو عقول أطفالهم وتطبيق “نورتوري” للهواتف الذكية و الذي يستهدف الوالدين ودعمهم في إدارة صحة أطفالهم بالإضافة إلى منصة “كندرلي” الإلكترونية والمتوفرة على أجهزة الهاتف المتحرك والكمبيوتر أيضاً، وتعمل على رفع مستوى معايير تنمية الطفولة المبكرة من خلال دعم العاملين في دور الحضانة ليؤدوا دورهم على أكمل وجه ولتحسين حصيلة التعليم لكل طفل.
وتهدف الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى المساهمة بقيمة تتراوح ما بين 16 إلى 20 مليون درهم إماراتي في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الخمس القادمة وخلق نحو 240 فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر بأبوظبي خلال السنوات الثلاث القادمة.
ووفقا للهيئة فإن الأبحاث والدراسات أظهرت أن خدمات الطفولة المبكرة عالية الجودة تؤدي إلى زيادة في الأداء الأكاديمي وتعزيز الصحة العامة والرفاهية “انخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة من 20 إلى 50 في المائة” بالإضافة إلى امتلاك إمكانات مهنية عالية.
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى