التعقيم المستمر... صحيح أم لا؟
نظافة وتعقيم الجلد، وخاصة الأيدي، هي آلية أساسية للحد من نقل المواد والعوامل المعدية.
وقد أدى الاستخدام الواسع للمنتجات المضادة للميكروبات او المعقمات الكحولية، والتي سيتم إدراجها هنا تحت مسمى مطهر، إلى لفت النظر نحو ظهور بكتيريا مقاومة للمطهرات والأضرار التي قد تلحق الضرر بالجلد بعد الغسيل والتعقيم المتكرر. على مدى أكثر من قرن من الزمان، تم تسجيل نظافة الجلد، وخاصة اليدين، كآلية أساسية للسيطرة على انتشار العوامل المعدية. على الرغم من أن العلاقة بين العوامل المؤدية للمرض أو العوامل المعدية والأيدي الملوثة هي واحدة من أفضل الدراسات الموثقة في العلوم السريرية التي من شأنها تخيف العدوى، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة تم إعادة تقييم مفهوم نظافة الجلد وتعريف ممارسته الفعّالة.
غسل اليد أم استخدام معقم اليد، هناك جدل دائم حول أساليب غسل اليد التقليدية أو استخدام مطهر اليد الذي لا يحتاج لاستخدام الماء. هناك طريقة جيدة لقياس أي الطرق أكثر فعالية، ألا وهي بالنظر إلى “آثرها الحقيقي”. حيث بينت دراسات أنه وعند توفير مطهرات أيدي يسهل الوصول إليها في المستشفيات انخفضت نسبة الإصابة بالأمراض بنسبة 30%. كما وجدت دراسة أجريت في مستشفى كبير أن مجرد إعطاء المرضى هذه المطهرات وتعليمهم الطريقة الصحيحة للتعقيم، انخفضت لديهم نسبة العدوى 36٪ في التهابات المسالك البولية وفي التهاب جروح ما بعد الجراحة.
كما وجدت إحدى الدراسات أن استخدام المطهر بين الأطفال يقلل الأيام المرضية في الأطفال بين عمر 5-12 سنة إلى الثلث. من ناحية أخرى، ينصح دائما باستخدام الصابون إذا كانت اليدين متسخة بأوساخ ظاهرة للعيان مثل الأتربة أو فتات الطعام. فرك اليدين معاً يؤدي إلى تخفيف التلوث. حيث يختلط الصابون والماء مع الملوثات والبكتيريا أو أي ملوثات أخرى وبالتالي يتم التخلص من الجراثيم. في حال كانت اليدين رطبتين أو مليئة بعصارات الطعام فبالطبع يكون استخدام معقمات الايدي غير مجدي.
تعمل المطهرات المحتوية على الكحول بالقضاء على كل من الفيروسات والبكتيريا وبالتالي، ان كانت اليدين مرطبة بالغذاء والزيوت الغذائية فلن تصل المادة المعقمة فعليا إلى البكتيريا وبالتالي يكون التعقيم غير مجدي. يفضل غسل اليدين عندما يكون مصدر التلوث غذائي. كما أنه وفي حالة عدم جفاف المطهرات السائلة عن الجلد بشكل كامل فمن الممكن أن تنتقل إلى الطعام وتلويثه. حيث أن المعقمات جيدة للجلد وليس للمعدة.
متى يكون النظيف نظيفاً جداً؟ دائما ما نجبر أنفسنا على غسل أيدينا أكثر من تعقيمها لسهولته. لكن ومن ناحية أخرى، نلاحظ أن الأشخاص الذين ترعرعوا في المزارع أو الذين يربون الحيوانات الأليفة يتمتعون بصحة جيدة ومناعة قوية. فما السبب وراء هذا؟
يتحفز الجهاز المناعي بمجرد تواجد الجراثيم حولنا. عند الأطفال، بمجرد تعرضهم إلى فيروسات أو بكتيريا جديدة يتم تحفيز جهاز المناعة لمحاربتها وبنفس الوقت إدراجها في الذاكرة لمحاربتها بنجاح في المرات المقبلة. وعملياً، هذه الطريقة الطبيعية لعمل اللقاحات حيث تقدم اللقاحات بروتيناً صغيراً من بكتيريا أو فيروس يكون ضعيف أو شبه ميت فبالتالي يتعلم الجهاز المناعي محاربة هذه الفيروسات والبكتيريا في المرات المقبلة. هناك نظرية تتمحور حول زيادة التعقيم حول الأطفال، إذ يعتقد أن زيادة التعقيم تؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي ضد مواد غير ضارة. هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الحساسية والتحسس تجاه بعض المواد العادية والطبيعية مثل الغبار وغبار الطلع. ولهذا فإنه من المهم الموازنة بين التعقيم والتنظيف بدل عن تعقيم كل شيء.
نصائح وتحذيرات
نصائح:
· ابدئي بتعليم أطفالك عن غسل اليدين بعمر صغير، واجعلي منها لعبة صغيرة للعائلة.
· تأكدي من أنك تقومين بغسل يديك والتنظيف أمام طفلك حتى يتعلم منك ويحترم قيمك أيضاً.
· تأكدي من الالتزام بعاداتك اليومية طيلة الوقت، ومن الأفضل أن يتشارك الأهل بذلك لتحقيق هذا الهدف مع أطفالهم.
· تأكدي من أن أطفالك يفهمون مدى أهمية التعقيم.
تحذيرات:
· لا تبالغي! بالمجمل العام فإن الألعاب لا تحتاج إلى تطهير إلا إن كانت ملوثة بإفرازات الجسم أو الاستفراغ.
· استعمال مواد كيميائية قوية مثل الكلور المبيض ما لم تكن ضرورية. كما يجب التأكد أن المواد المستعملة غير متبخرة أو تترك أثر على الأغراض التي تم تعقيمها.
· تجنبي هوس التعقيم المستمر، من الطبيعي أن يتم اتساخ بعض الأشياء من حولنا.
· عدم الغضب من أطفالك إن اتسخت ملابسهم أو أيديهم، وضحي لهم مضار التلوث بشكل لطيف.
المصدر:www.360moms.net/ar
ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى